عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-03-2007, 07:10 AM   #1
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي ( && هل ضرب الزوجة إمتثالا للأمر الشرعي && ) ؟؟؟!!!

يضربني ولا يحترمني.. أنت السبب!

السؤال:


حياتي الزوجية بخطر،هل اطلب الطلاق!! كل المتزوجات يساعدنني
سوف ادخل بمشكلتي مباشرة.. (أنا امرأة متزوجة مند سنة ونصف تقريباً، والآن عندي طفل لا يتجاوز عمره الستة أِشهر، زوجي يكبرني بـ12سنة، ونحن الآن في إحدى الدول الأوروبية، لقد سئمت حياتي مع زوجي في بدء حياتنا كان مشاكلنا كثيرة ولكنها طبيعية، أي لا يتعدى الأمر على النقاش الحاد وبعد يومين ثلاثة ترجع الأنهار إلى مجاريها،ولكن مشكلة عن مشكلة بدأت تتطور الأمور وأصبح يقل الاحترام وأصبح زوجي يشتمني ويرفع يده علي، وحتى في حملي اذكر انه مرة ضربني، وأنا لا أخبئ عنكم أنا اعتقد أنني ضعيفة مع زوجي وانهزامية ولا تحصل المشكلة إلا أنني أسارع في المسامحة والصلح حتى ولو كنت أنا المظلومة والمجروحة، ولقد اكتشفت قبل عدة أيام! أن الرجل يكره المرأة الضعيفة ويحب القوية ذات الشخصية الواثقة من نفسها، وقلت لنفسي إذا الدي يدع زوجي يعذبني ويأخذ بالتمادي بمعاملته السيئة معي هو أنني ضعيفة ادا سوف ابدأ بمعاملة جدية ولكن صدقوني قبل أن تخطر ببالي هده الفكرة حاولت جاهدة أن اعرف ما في زوجي وان أغيره،مرة يقول لي لا أحب زوجتي ان تغلط بحقي ومرة يقول لي لا أحب الصوت المرتفع ومرة يقول لي اهتمي بطفلك ومرة يقول لي: اهتمي جداً جداً بنظافة البيت.
وأنا كل أمر يقوله لي أحاول أن افعله حتى يحسن معاملته معي لو تسمعون طريقة تكلمه معي انها خالية من كل أنواع الاحترام والتقدير والرحمة، وبعد أن فكرت بتغير نفسي من الضعيفة الى القوية أصبحت أالبه بحقوقي وبداً صوتي يرتفع بعض الشيئ وأتكلم بثقة وبإرادة، إلا أن من عدة أيام حصلت مشكلة ورفع يده علي وشتمني وأنا حاولت أن أرد بعض الضربات التي وجهها علي،ولكن ضربني أكثر، وأوجعني ثم قلت له حاول أن تعمل مند هده اللحظة بأوراق الانفصال وأنا لست صادقة مع نفسي أريده فقط ان يتحسب للأمر أن يأخد حذره مني أن يفكر أن تزوج امرأة لها كرامة، قرري كما تشاءين، ماذا افعل هل احكي لي أهلي عندما نذهب زيارة إلى بلدنا، هل أحكي لهم وتحصل المشاكل والخلافات هل ستحل المشاكل هكذا أم أخبر أهله بكل ما يجري بيننا،انه مرة عن مرة يتمادى أكثر في الكلام والضرب، هل هو متعب من مشاغل الحياة والدراسة والحدث والمسؤولية الجديدة التي حصلت في حياتنا ألا وهي طفلنا، لا ادري هل هو يراني إنني الوحيدة التي ممكن أن تتحمله ويفرغ بي كل شحنه أنا لا اريد الطلاق أريد حياة هادئة، أريد زوجا حنونا يحترمني واحترمه يكرمني وأكرمه، ونربي طفلنا تربية سليمة بعيدة عن كل أنواع الانحراف، ما هو رأيكم بالله عليكم انا انتظر وإذا كان عندكم أي اقتراح تفضلوا وساعدوني؟..)
السلام عليكم بانتظار ردودكم وأنا اعلم أنكم لن تردوني خائبة يا إخوتي في الله

اختكم في الله


الاجابة :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فنسأل الله تعالى أن يوفقك للحفاظ على كيان هذه الأسرة من الانهيار بسبب خلافات تتكرر يوميا بين الزوجين.

لا تخلو أسرة مهما كانت سعيدة من المشكلات، وغالباً ما تتكرر نفس المشكلة عند الكثير من الأسر. فقد تحدث مشكلة في أسرة ما لكنها تنتهي بعد ساعات ويعود الصفاء إلى جو البيت، وتحدث نفس المشكلة في أسرة أخرى فتستمر شهور وننتهي بالطلاق أو بحلول مأساوية، نتساءل ما الأسباب قد تكون الفروق الفردية من مستوى التعليم أو الثقافة أو المستوى الاجتماعي و المادي أو التصرف برفق وحب، أو بعض الناس عنده القدرة على مواجهة الصعاب، وبعضهم لا يحسن التصرف.
لكن هناك سببا رئيسياً يجعل بعض الناس عنده القدرة على مواجهة المشكلات والتغلب عليها، ألا وهو قرب الشخص من الله.
فالاستقامة على دين الله تعطي الإنسان قوة يواجه بها جميع المشكلات وليس فقط المشاكل الزوجية فقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار تبعد الشيطان الذي هو سبب أغلب المصائب إن لم يكن كلها.
فليتفكر كل من لديه مشكلة مدى استقامته على دين الله حتى تحل المشكلة بإذن الله، وليبادر بالاستغفار والتوبة ويلتزم تقوى الله، ويقبل على طاعة أوامر الله تعالى ويحرص على التخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، مع التضرع إلى الله تعالى بالدعاء خصوصا في أوقات الإجابة، مع مراعاة آداب الدعاء، والمحافظة على الصلوات، ومحاولة زيادة جرعة الإيمان، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى بسائر الطاعات، وحضور جلسات العلم والذكر، أو الاستماع للأشرطة المفيدة والنافعة، والبعد عن أصدقاء السوء، وتجنب المعاصي والمنكرات.
ولا تخافي من وقوع المشكلات مع الزوج، فالحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات بل الحياة عموما لا يكون لها الطعم المحبب للنفس إلا بوجود المشكلات.
فإذا أردت حياة هنيئة تماما خالية من المشكلات والصعوبات فهذا حلم لا يتحقق إلا في الجنات نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها.
فالمشاكل تجعل للحياة طعما وروعة خصوصا إذا خرج منها الإنسان منتصرا، ويشعر، فيشعر بالفخر والنجاح لأنه تمكن من التغلب عليها؛ لأن حل المشكلات تزيد الإنسان قوة وصلابة، وتكسبه خبرة وعقلا يتمكن من حل المشكلات مستقبلا والوقوف في وجه الصعوبات غالبا، وتمكنه من تجاوز العقبات، والصبر على المحن والابتلاءات.
فجزاك الله خيرا أختي الفاضلة على حرصك على طاعة ربك وإرضاء زوجك والحمد لله يتضح من كلامك حسن الاستعداد على الرغم من قوة الصدمة في الزوج و الجرح الأليم من بعض تصرفاته، واعلمي أن هذا الأمر ابتلاء واختبار، وأحس فيك بحبك لاستمرار الحياة الزوجية، ولكن عليك بالصبر على هذا الزوج الذي ابتلاك الله تعالى به، فمن السن الإلهية المعروفة : الابتلاء :فمِن سننِه سبحانه أن يبتليَ عبادَه ويمحِّصَهم،ثمّ يجعل العاقبة لهم، وأذكرك ونفسي: بقول الله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ لْبَأْسَاء وَلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة:214،و بقول الله تعالى: (ألـم،أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ،وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَـاذِبِينَ) العنكبوت.
قال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)، فعليكما أو علينا بالصبر والصلاة ثم تذكرِ مصيبة غيرك تهون عليكِ مصيبتك، تفكري فيمن حرمت من الزواج، أو من تتمنى الإنجاب، وفي الحديث الصحيح: (انظروا لمن هو أسفل منك ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، ذلك أجدر ألا تذدروا نعمة ربكم عليكم) رواه مسلم.
هذه مقدمة مهمة لتعرفي الحياة على حقيقتها وتعيشي الواقع , و تعلمي أن الحياة كما فيها الورود فلا بد من وجود الأشواك , و أريد منك أن تخرجي من هذه المشكلة بكمية قوية من الخبرات وأنت فعلا والحمد لله خرجت من المشكلة قوية متماسكة واكتسبت قدرات وخبرات، وتوصلت إلى بعض النتائج والأفكار وحصلت على قوة وصلابة تستطيعي أن تواجهي غيرها من المشكلات في المستقبل.
لكنك وقعت في بعض الأخطاء سأعرفك عليها وإن شاء الله ستصلي لعلاقة طيبة مع شريك حياتك لكن عليك أن تصلحي ما أفسدت.
فأولا:
أنت فهمت العلاقة الزوجية فهما غير صحيح، فهمت أنها تحدي، و مواجهة، أو توصلت أن شخصيتك الضعيفة لا تعجب زوجك، بل على العكس هو يرغب في شخصيتك الضعيفة، والرجل عموما يكره المرأة المتسلطة، ويبغض الزوجة المعاندة و يحب الزوجة المنكسرة المطيعة، أو يحب المرأة السلسة المستسلمة، إلا في حالات شاذة يحب فيها الرجل المرأة القوية وهذه الحالات تحتاج لعلاج نفساني.
فزوجك لم يستجب للحل الذي توصلت إليه بأنه يحبك قوية أو متسلطة، وازداد زوجك عنادا ودخل معك في التحدي وفي النهاية أنت الخاسرة، ولا يمكن للمرأة المستسلمة أو الضعيفة أن تتحول بسرعة لامرأة قوية أم معاندة أو متسلطة، فالذي حدث منك مجرد رد فعل فقط على ضربه لكِ.
اعتذري إذن لزوجك وان كان هو المتسبب بالخطأ، وتذكري قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (نسائكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها؛ التي إذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها، . قالت: هذه يدي في يدك. لا اذوق غمضاً حتى ترضى) النسائي .
ثانيا:
أرجو أن تتراجعي عن المفاهيم المغلوطة، وتتنازلي لزوجك وتتذللي له، وكما جربت حل التحدى الذي فشل، فجربي أن تقابلي زوجك بمزيد من الحب والمودة، وقدمي له الولاء والطاعة، ولا تنس أن الحياة الزوجة تقوم على المودة والرحمة، لا على المواجهة والتصدى والتحدي وقد وصف الله تعالى أخلاق المؤمنين الذين يحبهم بأنهم أذلة، قال تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
ومدح المولى سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم و الصحابة الكرام لأن الخلق السائد بينهم هو الرحمة، قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) الفتح.
فما بالك بالعلاقة بين الزوجين والتي تقوم أساسا على السكينة والمودة والرحمة قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم
ثالثا:
حاولي أن تبحثي عن طرق مبتكرة وحلول عملية لتجذبي زوجك إلى حبك و احترامك، اعلمي ان زوجك في حقيقته – طفل كبير – فهو يحب التشجيع، ويرغب في المدح، ويشتاق للكلمة الطيبة، بل : أقل كلمة حلوه تسعده؛ بل الكلمة الطيبة صدقة عموما كما ورد في الحديث، وورد في قول الله تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) فعامليه على هذا الأساس اغمريه بكلمات الحب مثل: (حبيبي) (روحي).. وحاولي أن تمدحيه وتشكريه و تبيني له حسناته ومواقفه الرجولية وأنك سعيدة بأن الله جعله زوجا لك.
وحاولي أن تهيئى له الجو العاطفي والرومانسي ولا تحاولي صده إذا ما طلبك للفراش، تحري رضا زوجك لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) رواه الترمذي.
ولا تمتنعي عن النوم معه بحجج واهية أو لخلافات مستمرة خاصة، فالعلاقة العاطفية الجنسية قد تصلح ما انكسر إضافة إلى تقديم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى الصبح) متفق عليه.
واجتهدي أن تحسني التعامل معه، ووفري له كل ما يحتاج بقدر المستطاع. ابدئي ببعض الحلول العملية مثلا :عليك وقت خروجه أن تلبيسه و تعطيره وتبخيره لقول عائشة رضي الله عنها (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم – لإ هلاله – بأطيب ما أجد) رواه البخاري ومسلم.
وبيني لزوجك بأنك تشتاقين له في خلال اللحظات التي يغيب فيها عن البيت لينجذب لك ويشتاق إلى رجوعه بسرعة لعش الزوجية و بذلك تقوى علاقتكما.
أبهجي قلب زوجك حينما يعود من العمل بمظهرك الجميل، وابتسامتك العذبة ومنزلك المعطر المرتب وطعامه الجاهز وأطفاله بالملبس النظيف، و اجلي كل ما يضايقه من طلبات وأخبار إلى وقت غير هذا الوقت، واعلمي أن هذا الوقت هو مفتاح سعادة يومك.
امدحي أهله وأصدقائه ولا تحقريهم وأحسني استقبال ضيوفه وشجعيه على صلة رحمه ولا تحاولي التفريق بينه وبين أهله وخاصة أمه، فلا تأمني لرجل خذل والديه أو عصى أوامرهما أن لا يخذلك.
رابعا:
أنت تسرعت وطلبت الطلاق حزنا على كرامتك أو غضبا لإهانتك، ولكن عليك أن تعلمي أن الإسلام حذر المرأة من طلب الطلاق بدون سبب قوي، وإن كان زوجك يضربك، فهذا الأمر يحتاج إلى علاج، ففتشي في نفسك أولا فقد تكوني أنت السبب في انفعالاته ووصوله لدرجة من الغضب لا يملك فيها نفسه فيضربك، وعليك أن تتبعي النصائح السابقة و بأن تقابلي إساءته بإحسانك.
فاتقى غضب الله ولا تطلبي الطلاق بسبب بعض الأمور لقوله (صلى الله عليه وسلم): (أيما امرأة سـألت زوجها طـلاقاً من غير بأس ؛ فحرام عليهـا رائحة الجنة) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
خامسا:
مرة أخرى لا تظني أن الحياة ستخلو يوما من الصعوبات بل لا بد فيها من الابتلاءات ومن المصائب أو من العقبات، وإذا كان زوجك فيه بعض العيوب فكلنا كذلك والكمال لله وحده، تطبعي بطبع زوجك وأطيعيه في كل شيء ولا تخالفيه إلا في معصية الله ورسوله، وافعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الزوج على زوجته ؛ لو كانت به قرحه، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً، ثم بلعته؛ ما أدت حقه) رواه ابن حبان و الحاكم وغيرهما. وقوله أيضاً (لـو كنـت آمر أحــداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه ابن حبان وابن ماجه وغيرهما.
وتذكري قول السيدة الحكيمة التي تنصح ابنتها العروس قائلها: (يا بنية، إنك خرجت من العش الذي فيه درجت، فصرت إلى فراش لا تعرفينه، وقرين لا تألفينه، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهــادً يكن لك عمــــادً، وكونــي له أمـة يكن لك عبـــــداً، لا تلحـفي به فيقــلاك (يبغضـك)، ولا تباعدي عنه فينساك، إن دنا منك فاقربي منه، و إن نأى (ابتعد ) فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا ريحاً طيباً، ولا يسمع إلا حسناً، ولا ينظر إلا جميلاً ) .
وابتعدي عن المقارنة بين زوجك وبين غيره، واذكري محـاسنه ولا تنبشي في عيوبه لقــول الله تعالى (وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) البقرة اية221 و تذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عام للرجل والمرأة ليصبر كل منهما على عيوب الآخر: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) رواه مسلم .
وابحثي إذن عن سبب غضبه أو ضعف احترامه لك، فلماذا يغضب؟
لعل صوتك عليه مرتفع، فلا ترفعي صوتك في وجه زوجك فهذا أكره ما يكون لنفس الزوج. ولا تكثري أو لا تلحي على الطلبات التي فوق قدرته.
سادسا:
ينبغي أن تتفقا على بعض القواعد للسير عليه عموما وعند وقوع الخلاف خصوصا، و الاتفاق في حالة نشوب أي مشكلة ألا ننقلها للآخرين أو الأهل، فحاولي أن تحلي المشكلة بينك وبين زوجك دون أن يتدخل أي أحد، وإذا فشلتم فيكون التدخل في أضيق الحدود, ولا تسربي خلافاتكم الزوجية حتى للأهل، لأن المشكلة ممكن أن تتعقد.
وإذا عجزتما عن الحل يتم: تحديد طرف ثالث يتم الاتفاق عليه بينكما وتقبلا بحكمه، قال الله تعالى: (وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير) النساء128
وكذلك لا تفشِ سراً لزوجك، ولا تبوحِ بأسرار الفراش فتكوني من شر الناس عند الله يوم القيامة، و قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (فلا تفعلوا؛ فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانةً في طريق، فغشيها والناس ينظرون) رواه أحمد.
ثامنا:
ساعدي زوجك على حسن معاملتك فإذا كنت تستطيعي أن تنصحيه برفق فافعلي أو قدمي لها شرائط هدية تعالج هذا الخلل في أخلاقه، أو اهديه بكتاب أو أكثر في كيفية الإحسان للزوجة، أو اطلبي _دون علمه_ ممن يؤثر فيه من الأقارب أو الأصدقاء أن ينصحه بالتلميح ويبتعد عن التصريح، وفي أثناء ذلك لا تتوقعي أن يتغير بسرعة إلى الأحسن، بل الأمر يحتاج لوقت وجهد، فاصبري واحتسبي.
وأخيرا:
فقد حصلت مشكلة مشابهة لإحدى الزوجات الصالحات وزوجها كان صالحا، وانقلب حاله، وحاولوا بعدة حلول، وفي النهاية لم ينجح إلا هذا الحل وهو الحل الأكيد وقد يكون السبيل الوحيد.
فعليك بالدعاء في جوف الليل بأن يهدي الله زوجك، فالدعاء لهذا الزوج في قيام الليل هو الأداة لتفريج الهم، وكشف الكرب، وإصلاح أموره وتهذيب حاله، فالمواظبة على الدعاء في جوف الليل مع معرفة شروط استجابة الدعاء وآدابه. هو النجاة خصوصا في أشد الظروف وفي أحلك اللحظات فركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، فما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه، لكي يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إليه، يستمد منه العون والتأييد، يستلهم منه التوفيق، ويطلب منه حل المشكلات.
فكم من مشكلة لم نجد لها حل إلا باللجوء إلى الله وقت السحر يعني في الثلث الأخير من الليل.
فعَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: \"عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنْ الْإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنْ الْجَسَدِ \" حديث صحيح رواه الترمذي وغيره.
وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومالك ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: \"ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له\" فهل بعد هذا الإغراء والتشويق نتراخى ونتكاسل؟! ألسنا الفقراء إلى الله؟! ألسنا الضعفاء والمحتاجين إليه؟! إننا بأمسِّ الحاجة لإجابة الله وعطائه وغفرانه.؟
نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات وتجاوز الصعوبات.
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة