عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-06-2009, 07:51 PM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

إحصائية العضو






فاديا غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة jordan

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي أسرار المضاف والمضاف إليه !

أنا هنا لأفشي الأسرار....
أسرار ربما لم يسمع بها أحد ، ولكن كالعادة ،،،،،، لا بد للحقيقة أن تظهر ، بأي شكل من الأشكال ...





لأوقات طويلة ، أعلن المضاف سيطرته على المضاف إليه ، لأن ترتيبه بالجملة قبل المضاف اليه بينما يتبعه الآخر في الترتيب مجرورا.

ولا شكّ أن السبب في سكوت المضاف إليه إلى وقتنا الحاضر ، يعود لظروفه الحياتية الصعبة والتي تفرض عليه أن يكون مضافا إلى ما قبله.. ولو أن بقية من الكرامة الشخصية ، وإصرارا على الإستقلال
لعبا دورا كبيرا في الإصرار على احتفاظه بحركة ثابتة وهي الكسرة ، مهما كانت ظروف ما أضيف اليه ،

وهكذا اعتاد المضاف إليه التأقلم مع كل الأوضاع التي تُفرض عليه ،وتأقلم على أن يكون مجرورا ، وبما أن هذا سبب له الألم النفسي والتعب الجسدي ، ، كان إصراره على الاحتفاظ بنوع من الاستقلالية والتي تدلّ على عز قديم.

قد نعتاد على تحمل الألم وتحمل الضيق ونصبر عليه مهما كلفنا ذلك ،
فهل هذا يعني أننا سنكون بعيدا عن الصراع والاستفزاز ؟؟؟




أخذ الغرور من المضاف كل مأخذ ، وذات يوم قال لبعض قواعد النحو ، أنه ليس مضطرا الى إضافة المضاف إليه ، ويستطيع أن يتخلى عن وظائفه في أي لحظة ، بعد ان جنّد بعضا من حروف الجر ، لتغطّي مهنة المضاف اليه ...

بحيث تصبح :
كتابُ الطالبةِ ...... كتاب للطالبة ......

قدح القهوةِ....... قدح من القهوةِ

وهلمّ جرّا ...


ولم يتحمل المضاف إليه هذا الاضطهاد ، فقد كان على عزّه قابلا بالجر لمساعدة نفسه ، وللقدرة على تحمل بعضا من أعباء الحياة ...بينما الآخرون يخططون لشلّه تماما،
إلى هذا الحد وصلت قسوة الطباع ؟

وفكّر بألم وغضب :

( لا شكّ أن شخصا كالمضاف ، ذي كرسي متحرك ، غير ثابت الموقع بين الرفع والنصب والجرّ ، وحسب ما تفرضه عليه واقع الجملة قد اعتاد على التلون وغير مأمون الجانب ).

وفي موجة غضبه ويأسه من العدل ، توجّه المضاف اليه كالعاصفة الى مكتب المضاف ودخل بلا استئذان ، وأخبره بعصبية عن معرفة ما يدور بخاطره، وعن المؤامرة الخسيسة التي عقدها مع حروف الجرّ.


وأشعره بالفروق الحقيقية التي بينهما ، والتي يظهر ان المضاف قد نسي هذه الأمور في غمرة هدوء واستسلام المضاف إليه

فهل نسي المضاف أنه وفي معظم أحواله جنسا من المضاف إليه ؟
هل نسي المضاف أن المضاف إليه أقوى لأنه يحتوي في عمومه على تكريم لا يفارقه من الملكة ( أل التعريف)
بينما المضاف ... نكرة ، ولم يكن ليلتفت إليه أحد لولا اقترانه بالمضاف إليه .
وعيّره في النهاية بنفاقه وتلوّنه ولبسه ثوب أي مكان يكون فيه .

وكعادة أي نزاع يحصل ، لا يقتصر الأمر على المتنازعين بل يتعداهم إلى الآخرين .....

وقد سمعت الأختان المسنتان ( المعرفة والنكرة ) بذكرهما خلال النزاع
وبينما تباهت المعرفة بما ذُكر عنها .. استاءت النكرة من التحقير الذي طاف به ذكرها
ودخلت حلبة النزاع لتؤكد على أن أل التعريف التي يتباهي بها المضاف إليه
قد تجعل بعض الكلمات نكرة ، مثل قولنا ...
ذاكرت دروسي أمس : أمس هنا معرفة ، وان أضفنا أل التعريف ، وقلنا : بالأمس كانوا هنا : أصبح الأمس نكرة

وسرعان ما انتقل نزاع الأخت ( نكرة ) مع ( المضاف إليه ) ، وتحوّل إلى خلاف مع الأخت ( معرفة )
ورغم التناقض الذي بينهما ، إلا انه كانت المرة الأولى التي تختلفان فيها ، وتكيل كل واحدة منهما الشتائم الى الأخرى ، وعادة ما ينشأ عن الاختلاف ، اختلافا آخر ،

ازدحمت الساحة بالمختلفين وكل يدافع عن وجهة نظره وبطبيعة الحال وقف ( المضاف ) في صف ( النكرة )
وكان ( المضاف إليه ) في صف المعرفة ، ثم بدأت قواعد اللغة الأخرى ، تتحدث عما نشب من خلاف ، وتزيد وتهوّل الأمور ، كما يحصل عادة في الخلافات ،


وتفاقم الخلاف وكانت النكرة أشدهم غضبا ،
فعادت تؤكد أن النكرة ليست نكرة بشكل مطلق فلا داعي لأن تُهضم حقوقها ، بل أن النكرة تفوق المعرفة في أحيان كثيرة

ففي الوقت الذي وان تكررت المعرفة في السياق ، فإن الثانية نفس الأولى ، كما في كلمة (الحافلة ) هنا ...
وصلت الحافلة ، وكانت الحافلة تغصّ بالركاب

إلا أن النكرة إن تكرّرت في الجملة فإنه سرعان ما تتحول الى معرفة والثانية غير الأولى ،
مثل موقفها في كلمة ( نساء) :
لقيتُ نساءً .... وأكرمتُ نساءً

وعاد ( المضاف إليه و المعرفة ) لإتهام ( المضاف و النكرة ) بعدم الثبات واستغلال المواقف.



وكان لا بد لبعض الساعين بالخير أن يحاولوا وقف الجدل ووقف النزاع ، الذي أثار فوضى ما بعدها فوضى

وقامت ،( ربما ، ولعلّ ) ، بدور المصلح ، ليخف الخلاف بين أخوة وأخوات لم تشهد الساحة يوما سوء تفاهم بينهم ، ولم تجدهم إلا متحابين ، رغم كل التناقضات،
فطلبت من حروف الجر التدخل و إقناع المضاف أن يقدّم اعتذارا إلى المضاف إليه ، لأن المضاف هو السبب في إثارة النزاع
ووضحّت حروف الجرّ ، أنها ما كانت أبدا تتوقع أن يحصل هذا الخلاف عندما قبلت العرض المقدّم من المضاف ، وشعرت بتأنيب الضمير ،

ونجحت الجهود الساعية بالخير ، وتكللت بالتوفيق ، وعم الهدوء ثانية في امبراطورية اللغة ، وتم ضمّ كل المشاحنات ، وأُصدر قرار حازم بمنع النقاش في الموضوع .

وعاد الانسجام ثانية بين كل التناقضات ....... ولم يتجرأ أحد على سرد هذه القصة في أي يوم .....
وإنما تعلّم الجميع ، أنه قد يكون خلف رداء الصمت والتفاهم أحيانا ، خلافات جوهرية حادة ....

    مشاركة محذوفة