عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-07-2009, 11:27 PM   #4
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

(( كيف نربي الطفل ؟ ))



كل ما نعمله من وسائل لتربية الطفل يرجع إلى أحد الطرق الآتية
:


1 - التلقين وهذا يعتمد فيه على مجرد الأمر وهو غير مجد كثيرًا ، وللأسف أنه المستعمل لدى كثير من الناس .

2 - يضاف مع التلقين أمر آخر كالنصح أو الترغيب والترهيب ، وهذا أجدى من سابقه .

3 - بالملاحظة والتقليد ، وهذا أهمها وأخطرها وهنا دور القدوة والسلوكيات في البيت وسلوك الأم كيف يكون حال الطفل ، فل تستطيع تعليمه الصدق ونهيه عن الكذب وهي تكذب أمامه .


بعد هذا هناك ملحوظات عامة حول تربية الطفل ومنها :


الضرب وسوء استعماله ، لا شك أن الضرب وسيلة تربوية لكن كيف ومتى يستعمل ؟ هذا أمر مهم .

تخويف الطفل بالبُعْبُع وآثاره على نفسية الطفل .

التربية بين التدليل والقسوة .

إبعاد الطفل عن الأطفال غير المهذبين .

متابعة الطفل في دراسته .

تربية البنت على الحياء .

التربية بالنظرة وتعويد الطفل على ذلك .

عدم التناقض بين الزوجين في التوجيه فهذا يأمر وهذا ينهى عن نفس الفعل .

عدم التناقض بين القول والفعل .

مراقبة الأطفال في البيت من حيث لا يشعرون .

الدعاء واستعمال الكلمات النابية .


ولا شك أن كل نقطة مما سبق بحاجة إلى شرح وإفاضة ، وليس المجال شرح وسائل التربية وطرقها ، وإنما ذكرت ذلك لأبيّن أن عمل المرأة في تربية الطفل ليس عملا يسيرًا بل هو عمل يحتاج للعلم ، ويحتاج جهدًا في المتابعة .


خامسًا : أعمال أخرى


تلك المجالات الأربعة السابقة هي أهم مجالات عمل المرأة في بيتها والتي من خلالها تشارك في إعداد الأسرة إعدادًا سليمًا ، ولكن هناك أعمال أخرى فيها نفع للأسرة ماديًّا أو تربويًّا إن بقي لدى المرأة متسع من الوقت - بعد قيامها بالأعمال الرئيسة السابقة - وهذه الأعمال كثيرة لا تنحصر ، وهي متجددة حسب الظروف المادية والاجتماعية للأسرة وحسب جهد المرأة وتفكيرها ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :



خياطة الملابس



كم تنفق الأسرة من المال في هذا الجانب ، إضافة إلى آثارها السلبية الأخرى ، حيث تقضي المرأة وقتًا طويلا أمام هذا الخياط الأجنبي وهي تحاول أن تشرح له ما تريد وهو أعجمي في الغالب يفهم بعض الكلام ولا يدرك أكثره ، إضافة لما يجلب للبيوت من الموديلات والموضات المخالفة للشرع وللأخلاق والذوق الاجتماعي .


إنه من العجيب أن تخرج المرأة للعمل خارج المنزل لاكتساب بعض الريالات ، ثم يصرف هذا الراتب على الخياط ، وعلى المربية التي تقوم على الأطفال ، ترى لو تفرغت المرأة لتربية أطفالها وما بقي لديها من وقت قضته في خياطة ملابسها كم ستوفر للأمة ، ليس مبلغًا من المال إنما حفظ أجيال الأمة وحفظ أخلاقها ، وهذا ليس على العموم ، فقد مر بنا أن الأمة بحاجة للمرأة العاملة في بعض المجالات التي لا يقوم بها غيرها ، لكن فرق أن يكون هذا استثناءً أو هو الحالة العامة .


من الأعمال التي يمكن أن تقوم بها المرأة في البيت صناعة بعض التحف والأشكال الجمالية .

إن طلب الجمال أمر مركوز في الفطرة ، فحب الإنسان للمناظر الجميلة والأشكال الرائعة أمر مباح ، وللإنسان أن يطلبها ويعملها إذا لم يكن فيها إسراف ، ولا محذور شرعي كوجود الصور ، وإن كثيرًا من تلك الأشكال قد تعملها المرأة ،

إن بعض الناس مولع بتلك التحف ويبذل كثيرًا من المال لاقتنائها ، ماذا لو استغلت المرأة بعض وقتها وعملت شيئًا من تلك التحف ووفرت هذا المال ، هذا الجانب من الأعمال ليس ذا أهمية كبيرة ، لكن ذكرته لأبين أن أمام المرأة مجالا للتفكير في استغلال فاضل وقتها فيما ينفعها وينفع أسرتها .


وبعد أن استعرضنا تلك الأعمال الهامة التي تقوم بها المرأة في بيتها وتشارك من خلالها في تربية الأسرة


هل يصح أن نقول : إن المرأة إذا جلست في بيتها وتفرغت لتلك المهمات تبقى معطلة ؟ وهل تصح مقولة الذين يقولون : إن بقاء المرأة في بيتها يجعل نصف المجتمع عاطلا عن العمل ؟


ما هي المقاييس الصحيحة للبطالة ؟ تخرج المرأة لتترك أقدس وظيفة وأخطرها لتؤدي دور كاتب صادر أو وارد ، أو ناسخ آلة يؤديها أي شاب من الشباب العاطلين !

وتترك المرأة بخروجها رعاية أطفالها وتربيتهم للخادمة والحاضنة ! ثم تعود لتنفق هذا المال الذي تركت وظيفتها الأساسية من أجله تعود لتنفق هذا المال على تلك الخادمة وعلى السائق وعلى أماكن الخياطة ! ولكن مرض النفوس وانتكاس الفطرة .


إنها انتكاسات البشر حين يحيدون عن منهج الله وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قد يقول بعض من فرض عليهم الواقع ضغوطه وأصبحوا لا يفكرون إلا من خلال أوضاع اجتماعية معينة يقول هؤلاء : إن هذا كلام عاطفي بعيد عن الواقع العملي .


صور من واقع المرأة في الغرب


أقول لمثل هؤلاء : تعالوا واسمعوا إلى صيحات بعض الغربيين الذين هالهم ما وصلت إليه مجتمعاتهم عندما خرجت المرأة وتركت البيت ،

إن الغرب وإن تقدَّم ماديًّا لكنه تأخَّر اجتماعيًّا وخلقيًّا وأصبحت حضارته معرضة للسقوط ، وبدأ المفكرون الغربيون ينذرون بالخطر ويحذرون مما وصلت إليه حالة الأسرة ، وحالة المرأة بعد نزولها لميدان العمل خارج المنزل ،

يقول أجوست كونت مؤسس علم الاجتماع : ( يجب أن يغذي الرجل المرأة ، هذا هو القانون الطبيعي لنوعنا الإنساني ، وهو قانون يلائم الحياة الأصلية المنزلية للجنس المحب ( النساء ) ،

وهذا الإجبار يشبه ذلك الإجبار الذي يقضي على الطبقة العاملة من الناس بأن تغذي الطبقة المفكرة منهم ، لتستطيع هذه أن تتفرغ باستعداد تام لأداء وظيفتها الأصلية ، غير أن واجبات الجنس العامل من الجهة المادية ( الرجل ) نحو الجنس المحب ( المرأة ) هي أقدس من تلك تبعًا لكون الوظيفة النسوية تقتضي الحياة المنزلية ).


وهذه كاتبة غربية شهيرة تقول في مقال نشر في جريدة ( الاسترن ميل ) في 10 مايو 1901 تقول :

( لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل ، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء ، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش ، ويعاملان كما يعامل أولاد البيت ولا تمس الأعراض بسوء ، نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها ).


انظر إلى كلام هذه المرأة في أوائل هذه القرن ، وقد زاد حال المرأة الغربية سوءًا بعد ذلك ، فأين عقول دعاة التحرير أم ران عليها مرض الشهوة .



ويقول جول سيمون : ( المرأة التي تشتغل خارج بيتها تؤدي عمل عامل بسيط ولكنها لا تؤدي عمل امرأة ).


وهذه امرأة تدعى كاتلين ليند زوجة رائد الفضاء الأمريكي د . دون ليزي ليند فليست أسرة أمية ، بل هي أسرة غربية في قمة التقدم العلمي ، تقول هذه المرأة : ( كربة بيت فإنني أقضي معظم وقتي في البيت ، وكامرأة فإنني أرى أن المرأة يجب أن تعطي كل وقتها لبيتها وزوجها وأولادها . . ولازلت أذكر حديثًا لأحد رجال الدين ردًّا على سؤال : إذا كان مصير المرأة بيتها فلماذا إذن تتعلم ؟ لقد قال يومها لصاحبة السؤال : إذا علمت رجلا فإنك تعلم فردًا ، وإذا علمت امرأة فأنت تعلم جيلا أو أمة . .


ثم تقول : ( وأنا مسرورة جدًّا من بقائي في البيت إلى جانب زوجي وأطفالي حتى في الأيام العصيبة - وأقصد الأيام التي كنا في حاجة فيها إلى المال - لم يطلب مني زوجي أن أعمل وكانت فلسفته أننا نستطيع أن نوفر احتياجاتنا الضرورية لكننا لا نستطيع أن نربي أولادنا إذا أفلت الزمام من بين أيدينا ... ).



إن هذه النصوص واضحة ، وليست بحاجة إلى تعليق ، بل لسنا بحاجة إليها فإننا نؤمن بأن ما اختار الله للبشر هو الصلاح ، وهو ما جاء به دين الإسلام وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا .



سؤال أخير


وبعد هذا يأتي سؤال أخير وهو مهم جدًّا ، هل كل امرأة تستطيع القيام بهذه الوظيفة الكبيرة ؟ وهل مجرد جلوس المرأة في بيتها كاف لتتم هذه الوظيفة ؟



وجوابًا على هذا السؤال نقول :



إن الشرط الأساسي في المرأة التي تستطيع القيام بهذه المهمة هو أن تكون امرأة صالحة كما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا بقوله

: تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك [ الحديث أخرجه البخاري عن أبي هريرة ، كتاب النكاح / باب ( الأكفاء في الدين ) ومسلم كتاب الرضاع ، باب ( استحباب نكاح ذات الدين ) ] .



بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - المعايير التي يقوّم الناس عليها شريكة الحياة ، ثم أمر بتقديم معيار الدين ، إن بعض الناس يجعل الميزان هو الجمال ويتفنن الناس في رسمه ، وبعضهم يجعل المال هو المعيار سواء كان موجودًا أو مكتسبًا .



وبعضهم يجعل الحسب والنسب معيارًا ، ولكن معيار الشرع هو الدين ، والمرأة الصالحة هي المؤتمنة للقيام بهذه المهمة العظيمة .



إن الذي يختار المرأة الدينة يكون قد وفر على نفسه جهدًا عظيمًا .


وإذا توفرت المرأة الصالحة فلابد أن يكون لديها قدر من العلم الذي يجعلها مؤهلة للقيام بعملها خير قيام ، تعرف ما يجب عليها ، واعية ومدركة لرسالتها في الحياة ، وبهذا ندرك أن المقصود بالعلم هنا ليس الشهادة والمؤهل ، وإنما العلم بوظائفها التي يحب أن تقوم بها والعلم بالوسائل التي تعينها على ذلك .



فيلزم المرأة بعد تعلّم دينها أن تعلم كل ما يلزم لها مما يعينها لتقوم بوظيفتها في البيت ، تقوم بمتابعة كل ما يستجد مما يكتب حول الموضوعات التي تهمها كالموضوعات المتعلقة بالطفل سواء ما كان حول صحته أو عن تربيته ، والموضوعات المتعلقة بالبيت والتدبير المنزلي ، والموضوعات المتعلقة ببعض المواضيع الاجتماعية ، والمواضيع التي تكتب حول المرأة وغيرها مما يهم المرأة .


إن وجود المرأة الصالحة مع العلم هو المؤشر على إمكانية أداء المرأة لوظيفتها .


وإن جهل المرأة وعدم صلاحها سبب للضياع حتى ولو كانت المرأة متفرغة غير عاملة فإنها سوف تضيع الوقت في الزيارات الفارغة ، والقيل والقال ، وتتبع الموضات ، ومثل هذه لا يرجى منها أن تقوم بدور مهم ولا أن تخرج جيلاً صالحًا .



والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

من كتاب : (( دور المرأة في تربية الأسرة ))


لفضيلة الوالد الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة