وهذه بعض نصائح يقولها الشيخ عبد الرحمن السحيم لإحدى الأخوات اللواتي يشتكين من الوسوسة :
لست آثمة على ما يَخرج عن إرادتك .
وعليك مُجاهدة نفسك ، وعدم الالتفات إلى الوسواس ، وعدم الالتفات إلى الشكّ .
ولا تلتفتي إلى حديث النفس ، فإن هذا كيد الشيطان ، واستعيذي بالله كل صباح ومساء من شرِّ الشيطان وشَرْكِه .
قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله مُرْنِي بِكَلِماتٍ أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت . قال : قُل : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، ربّ كل شيء ومَلِيكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شرِّ نفسي ، وشرّ الشيطان وشَرْكِه . قال : قُلْهَا إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخَذْتَ مَضْجِعَك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
وأقصى ما يستطيعه الشيطان – بالنسبة للمؤمن – أن يتسلّط عليه بالوساوس والْخَطَرات .
ويجب على من وَجَد شيئا في نفسه ، أن يستعيذ بالله من الشيطان ، وأن ينتهي ، ولا ينساق وراء تلك الوساوس ، ولا يُحدِّث بها ، ويقول : آمنت بالله .
والشك أو الوسواس لا يخلو منه أحد ، حتى خيار هذه الأمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به . قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم . قال : ذاك صريح الإيمان . رواه مسلم .
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة . قال : تلك محض الإيمان . رواه مسلم .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء ، لأن يكون حممة أحبّ إليه من أن يتكلم به . فقال : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ، الحمد لله الذي رَدّ كَيْدَه إلى الوسوسة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
فقوله : " ذاك صريح الإيمان " أي أن هذا يدلّ على الإيمان ، لأن الشيطان لم يتمكّن منه في غير هذا .
وأمر أخير :
وهو اللجوء إلى الله في أن يُخلِّصك من هذا الداء .
فإن كثيرا من الناس يَطرُقون أبوب الناس ، ويَفعلون الأسباب ، وربما نَسُوا مُسبِّب الأسباب .
وأوصيك بكثرة قراءة القرآن ، واستعمال الرُّقْيَة الشرعية ، فاقرئي القرآن والأدعية ، وانفثي على نفسك .
وحافظي على أذكار الصباح والمساء .
وكان الله في عونك .