عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-03-2005, 08:30 AM   #1
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

Thumbs up الألم والمعاناة 000 نعمة وليس بنقمة !!!

.



الألم ليس مذموما دائما ولا مكروها أبدا، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
إن الدعاء الحار يأتي مع الالم
والتسبيح الصادق يصاحب الألم
وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا، لانه احترق من البداية فأشرق في النهاية
وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا، لانه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الافئدة
ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.


ان الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ولم تكوه الملمات، ان هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
وان الشاعر الذي واعرف الألم ولا ذاق المر ولاتجرع الغصص، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث وكتلا من زبد القول، لان قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه، وتلفظ بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه.


وأسمى هذه الأمثلة وارفعها:

حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة، وبداية البعث، فانهم اعظم إيمانا وأبر قلوبا، واصدق لهجة، واعمق علما، لانهم عاشوا الألم والمعاناة: ألم الجوع والفقر والتشريد، والأذى والطرد والإبعاد وفراق المألوفات وهجر المرغوبات وألم الجراح والقتل والتعذيب، فكانوا بحق الصفوة الصافية، والثلة المجتباه، أيات في الطهر، وإعلاما في النبل، ورموزا في التضحية،
"ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين" وأمثلة كثيرة .. وكثيرة...

فلا تجزع من الألم.. ولا تخف من المعاناة فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين، فانك ان تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملدوغ النفس، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس

إذا أردت أن تؤثر بكلامك او بشعرك، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه، وسوف ترى انك تؤثر في الناس، "فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج".



ــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول للفائدة
وجزى الله كاتبها خير الجزاء.

التعديل الأخير تم بواسطة مسك الختام ; 04-03-2005 الساعة 12:18 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة