عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-04-2005, 06:31 AM   #14
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

عودة لموضوع ( مدى تأثير القرآن على الجني بالحرق ونحوه ) ، أولاً قبل الخوض في هذا الموضوع فإني أعتب عتب المحب على أخونا الحبيب ( أبو همام الراقي ) فما تعودنا في هذا المنتدى الطيب إلا بتبصير الناس وتعليمهم أمور دينهم وفق قواعد هامة ومنها :

أولاً : حسن الظن بالسائل 0
ثانياً : الدعوة والتبصير بالحكمة والموعظة الحسنة 0
ثالثاً : الدعوة بالرفق واللين لإيصال رسالة الدعوة 0
رابعاً : المحبة في الله التي تربطنا جميعاً في هذا المنتدى الطيب المبارك 0

وأرجو من الأخ الحبيب ( أبو همام الراقي ) أن لا يفهم قصدي بغير ما أريد ، فأخونا الحبيب ( معالج متمرس ) من أعمدة هذا المنتدى المبارك ، وأقسم لكَ أخي الحبيب ( أبو همام الراقي ) أن في رقبتي دين لهذا الرجل لن ولن أوفيه حقه ما حييت ، وقد قابلته وجلست معه فنعم الرجل ونعم الخلق 0

وليعلم كل الإخوزة الأعزاء أن هذا الدين ليس حكراً على أحد أولأحد من الناس ، فكل له أن يدلو بدلوه ويناقش المسائل بشرعية وعلمية وموضوعية ، وفق الضوابط الموضوعة أصلاً للكتابة في هذا المنتدى ، وما كان ذلك إلا حفاظاً على الجميع ، فكل له مكانة خاصة في القلب 0

ولنعلم جميعاً إخوتي الأحبة أن الأمور المتعلقة بالرقية الشرعية لها جوانب أذكرها على النحو التالي :

أولاً : مسائل بينة واضحة لا لبس فيها ، صريحة واضحة بالنصوص النقلية الصريحة الصحيحة ، متفق عليه كثير من علماء الأمة قديماً وحديثاً 0

ثانياً : مسائل مختلف فيها بين علماء الأمة ، وهذا يحتم على القارئ إن كان من طلبة العلم أن يدرس المسألة دراسة شرعية علمية موضوعية متأنية ليقف على الترجيح في المسألة دون أن يقدح أو يذم في الطرف الآخر ، أما إن كان عامياً مقلداً عند ذلك يتبع شيخه فيما ذهب إليه ، والله تعالى أعلم 0

ثالثاً : مسائل تجد أن قليل من أهل العلم قد شذوا فيها عن الإجماع ، وفي هذه الحالة يكون الأخذ بالأحوط هو الأولى والأتقى لعدم الوقوع في المحذور ، ولدلالات السنة الأكيدة على ذلك 0

رابعاً : بعض المسائل وبخاصة تلك التي تتعلق بعالم الجن والشياطين لا تجد للعلماء قولاً فيها ، وتتبع لخبرة المعالجين أصحاب العلم الشرعي الحاذقين المتمرسين وهيَّ بطبيعة الحال قد تحتمل الخطأ والصواب : ومثال ذلك : المسألة التي نتحدث عنها : ( مدى تأثير القرآن على الجن والشياطين ) ، علماً أنني سمعت قولاً حول هذا الموضوع للعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - وسوف أحاول الوقوف عليه وعرضه أمامكم بإذن الله عز وجل 0

والسؤال الذي أوجهه إلى الإخوة الأفاضل : عندما يُقرأ القرآن على شيطان من شياطين الجن ، فيتألم ويصرخ بكل قوة ، والسؤال في هذه الحالة : كيف يحصل ذلك ؟؟؟

ثبت تواتراً ونقلاً عن الجن أنفسهم بأن القرآن وقراءته تؤدي إلى تعذيب الجني وحرقه ، وقد أقسم لنا البعض أنه قد مات من جراء ذلك ، وقد يقول قائل بأن الجن والشياطين يكذبون في الغالب ، وأجيب على ذلك بأن الأمر قد ثبت تواتراً عند أكثر من معالج صاحب علم شرعي حاذق متمرس 0

علماً أنني قد وقفت على كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول حرق الجن وتأثير كتاب الله عليهم وقد ذكرته في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) على النحو التالي :

قال عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره : ( فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافـات - الآية - 1- 10 - ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : أحرقتنا نحن نتحول عنك ) ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .

قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وكذلك يستأنس به على المسألة المذكورة ( تأثير القرآن على الجن والشيطان ) 0

يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0

وتحت هذا العنوان أحب أن أقدم للإخوة الأعزاء مبحثاً نقلته في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) حول ( تأثير الشبهات العقلية ) فقلت وبالله التوفيق :

قد يدخل البعض في مناقشة مسائل غيبية بمنظار العقلية أو الواقعية ، وهذا حقيقة هو واقع وديدن المدرسة الإصلاحية التي تتبنى رأي المعتزلة في القضايا الغيبية ، وقد سار هؤلاء على نهج يعتمد على أساس إعطاء العقل أهمية زائدة في بناء الشخصية وفي الجوانب العقائدية ، فيقولون إذا تعارض العقل مع النقل ، فإنه يقدم العقل على النقل ، ومن هنا وقع رواد ومنتسبي هذا المنهج في أخطاء عقائدية لا تكاد تحصى ، ومن رواد هذا المنهج في العصر الحديث ( جمال الدين الأفغاني ) و ( محمد عبده ) ، والأمثلة على اتباع العقلية والواقعية فيما يختص بعالم الجن والشياطين كثيرة جدا إنما أقتصر على الأمثلة التالية :

* يتساءل البعض عن سبب بقاء الجني الصارع قابعا في جسد المريض ملابسا له دون الخروج ومفارقة الجسد قبل القراءة عليه من قبل المعالِج ليريح نفسه من عناء التعذيب والحرق 0

* أليس للجن القدرة على محاربة الكفار والتسلط على رؤوس الكفر والإلحاد ، والعكس من ذلك أن يدخل الشياطين في حرب مع المسلمين وهكذا 0

* كيف يمكن تفسير بعض المسائل المتعلقة بعالم الجن والشياطين كإحضار الأشياء الثقيلة والأشياء العينية المحسوسة كالصندوق والحجر مع أن أصل خلقة مادتهم لطيفة بالنسبة للإنس لا ترى بالعين المجردة 0

* كيف يمكن للجن والشياطين أن تتحكم بإخراج أشياء ثقيلة لها وزن وحجم من غرفة مغلقة وكيفية تفسير ذلك 0

وقس على ذلك بعض المسائل المشكلة الأخرى التي قد تراود عقليات كثير من الناس ، وأرد على كل ذلك بما يلي :

1)- إن عالم الجن والشياطين يبقى ضمن نطاق العالم الغيبي الذي استأثر الله بعلمه ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقحم الإنسان نفسه الخوض في غمار هذا العالم ، ويكتفي بما قررته النصوص النقلية الصريحة من الكتاب والسنة والتي تحدثت عن بعض حقائق هذا العالم الخفي 0

2)- الأولى والأتقى والأسلم الابتعاد عن التفكير في القضايا العقلية المتعلقة بعالم الجن والشياطين ، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم توقفوا في السؤال عن هذه المسائل ولم يخوضوا أو يبحثوا فيها ، وكذلك فعل التابعون والسلف وعلماء الأمة الأجلاء 0

3)- لا بد من الإيمان اليقيني ببعض المسائل الغيبية التي جاءت النصوص النقلية بتأكيدها ومنها دخول الجني بدن الإنسي ، وأما القول عن سبب عدم مفارقة الجني الصارع الملابس للجسد قبل القراءة عليه وتعرضه للتعذيب والحرق ، فيبقى هذا الأمر ضمن نطاق الأمور الغيبية الخاصة بناموس ونظام هذا العالم ، مع التأكيد على أن لعالم الجن والشياطين قدرات وإمكانات معينة لا يستطيعون تجاوزها وتخطيها ، ولو كان غير ذلك لخرج ذلك الشيطان الذي كان متلبسا بالصحابي الجليل عثمان بن العاص – رضي الله عنه – قبل أن يحضر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحديث قد ذكر في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( أدلة صرع الجن للإنس من السنة المطهرة ) فليراجع 0

4)- وأما الإشكالات الخاصة بإحضار الأشياء الثقيلة ونقلها من مكان إلى مكان مع أن أصل مادتهم لطيفة لا ترى بالنسبة للإنس بالعين المجردة ، أو نقل الأشياء العينية من حجرة مغلقة ونحوه ، فكل ذلك يبقى ضمن النطاق الغيبي الذي لا يجوز الخوض فيه أو البحث عنه ، ويجب التوقف في بحث هذه المسائل المشكلة ، وقصة العفريت مع سليمان شاهدة على ذلك ، حيث تعهد بإحضار عرش بلقيس ملكة سبأ بزمن لا يكاد يدركه العقل ، والسؤال في هذه الحادثة هو : هل يمكن إعطاء تعليل لهذه الكيفية ، كيف يمكن حصول ذلك وأن يأتي بالعرش بهذه السرعة ؟ أسئلة كثيرة ليس لها إجابات منطقية عقلية ، ومن أجل ذلك توقف الصحابة في بحث هذه المسائل لأنها تعتبر من علم الغيب ، وقد كانوا أحرص الناس على التوقف في المسائل التي لا فائدة من ورائها ولا يتحقق من بحثها أي مصلحة شرعية ، وكان جل حرصهم التزود بالعلم الشرعي النافع الذي يؤهلهم لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة 0

الخلاصة : نعم إخوتي الأفاضل هذه المسألة لم يثبت فيها دليل صريح صحيح في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، إنما ثبتت لدى كثير من المعالجين الثقات أصحاب العلم الشرعي ، ويبقى أنها تحتمل الخطأ والصواب ، وللمسلم أن يتوقف فيها إلى أن يظهر له خلاف ما توقف فيه 0


مرة أخرى أحي أخواي الحبيبان ( معالج متمرس ) و ( أبو همام الراقي ) ، وأقول : ( لو شرقت أو غربت ) فكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سوف يعيدها إلى مكانها الطبيعي ، بارك الله فيكما ونفع الله بعلمكما وأقول : ( أشرقت وأنورت أقلامكما في منتدانا الحبيب ) ، مع تمنياتي لكما ولكل الأعضاء والزوار بالصحة والسلامة والعافية :


أخوكم المحب / أبو الببراء أسامة بن ياسين المعاني 0

التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 12-05-2006 الساعة 02:30 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة