[حافظ غندور]

أختي ضياء لقد أعطيته حجما أكبر من حجمه ... وقدرة أكبر من قدرته

لقد حبى الله الجن بقدرات فاقت قدرات الانس بكثير ولا جدال في ذلك ولكن .. الا أن قوته مستمدة من ضعفنا نحن .. ومن غفلتنا نحن

فلا تنسي تدبر قوله تعالى ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعينإلا عبادك منهم المخلصين )

وهنا نضع ألف خط تحت الا عبادك منهم المخلصين ... ولننظر لقوله تعالى ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا )

فلو التزمنا العبودية الحقة .. وصدقنا مع اللــــــــــه وأخلصنا النية فهنا لن يكون له ولا لجماعته علينا سلطان

أما عن طول فترة العلاج وقصرها وايهامه لنا بأنه له قدرة خارقة فهنا نرجع الى الخطأ فينا نحن .. غفلنا عن ذكر اللـــــه وتشوشت نياتنا
وتعلقنا بالأسباب ولجأنا الى اللــــــــه عند الملمات فيعيننا اللـــــــه كما وعدنا ...
الا أن النصر والتمكين مع الصبر وما تنال الأماني الا بجهاد وجهاد النفس من أولى أولويات الجهاد

ونرجع هنا الى التصفية والتربية ... وهو منهج تأصيلي لتصفية النفس من الشرك والرياء والخرافات والتعلق والتوكل على غير الله
وتربيتها وتهذيبها وترويضها على أن ترى من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ...

وهذا طريق طويل فمن حاد عنه تعرض لمعوقات الطريق ... فان كان معتصما بالله محسن الظن به ومتوكل عليه حق توكله لن تلبث أن تنهزم أمامه وتندحر أمام نصرة الله له .. وتوفيقه له ..

واليك يا أخية هذا الحديث القدسي الذي تهتز له الأبدان ( من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه )

هذا من جهة .... وقد يكون الانسان ملتزما ثابتا حسن الظن بالله فهنا ننظر لقوله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )