عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-04-2010, 08:33 AM   #22
معلومات العضو
حرة الحرائر

افتراضي

(22)

إشارات مهمة في التربية


* * يجب على الوالدين تشجيع الأبناء على اختيار الرفقة الصالحة، وليكن للوالدين اتصال دائم بالمعلمين الصالحين لأبنائهم، فيوصي الأب المعلم الصالح على ابنه، وتوصي الأم المعلمة الصالحة على ابنتها، فكثير من الأبناء والبنات من حفظة القرآن الكريم حفظوه بفضل الله ثم بفضل معلم أو معلمة هيأهما الله للتشجيع والمتابعة.

* * يجب علينا الاهتمام بتوجيه الأبناء للنوافل منذ الصغر، وذكر بعض الأحاديث التي تحث على ذلك، ومما يبرهن على ذلك هذا المثل الواقعي:

دخل الابن على أمه قبيل مغرب يوم من أيام رمضان وقال لها: أعطني جزءا من مصروفي الخاص أريد أن أتصدق به أو تصدقي به عني، كما أريدكم أن تذهبوا بي لزيارة أحد المرضى، وكان مهتما لهذا الطلب اهتماما شديدا فسألته أمه عن الذي يدعوه إلى هذا الطلب، وهذه العجلة فقال: أنا اليوم صائم والحمد لله وقد صلينا العصر على جنازة، وأريد أن أتصدق، وأزور مريضا لكي أحصل على الأجر الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأل عليه الصلاة والسلام: "من أصبح منكم اليوم صائما، من أطعم منكم اليوم مسكينا"- الحديث ثم قال:" ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
هذا التصرف ما هو إلا نتيجة تشجيعهم على مثل هذه النوافل وحثهم عليها وغرسها فيهم منذ نعومة أظفارهم.

* * الحرص التام على عزل الأبناء عن الشارع، والأسر المهملة لأبنائها، حتى لا يتأثروا بشيء من أخلاقهم.

* * ينبغي العناية بصحبة الأبناء إلى مجالس الذكر، وتعليمهم فضلها.

* * تعليم الغسل الشرعي من الحدث الأكبر، فمن المؤسف أن تطهر البنت مثلاً من الحيض بعد أذان الفجر، ولكن لأن الجو بارد لا تنبه الأم ابنتها لضرورة الاغتسال في وقته وتتركه حتى العودة من المدرسة.

* * الحذرْ الحذر من الكذب على الأبناء والحرص التام على التقوى فقد تخرج الأم مثلاً لزيارة إحدى صديقاتها وتقول لأطفالها إنني أريد الذهاب إلى الطبيب، وليس عليها أثر للذهاب إلى الطبيب فهي بكامل زينتها، وعند عودتها لم تعد معها بدواء أو ما يدل على ذهابها إلى الطبيب فيدرك الطفل عندها أن أمه كذبت عليه، فما المتوقع؟ ما أثر هذا التعامل على الطفل أو الابن:

* * ينبغي الانتباه إلى أن صلاح الوالدين سبب لصلاح الأبناء بإذن الله تعالى يقول الله سبحانه وتعالى: **وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزها رحمة من ربك** وقد فسر العلماء الآية أن حفظ كنز اليتيمين كان بسبب صلاح أبيهما وقد ذكر أحد العلماء أن الذي كان صالحا هو الجد السابع لهذين اليتيمين فحفظ الله كنزهما بسببه والله أعلم.

فليبشر المربون الصالحون بأن التوفيق والسداد لهم إذا هم اجتهدوا في تربية أولادهم، وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير، وتعليم الأبناء وحسن تربيتهم على أمور دينهم من أعظم الخير، ومن العلم الذي ينتفع به... يقول أحد العلماء إذا علمت ابنك الوضوء فوالله ما يصيب الماء عضوا من أعضائه إلا أجرت مثل أجره. فكم لكم من الأولاد وكم سيكون لهم من الذرية بإذن الله، وكم سيكون لكم من الأجر مع صلاح النية.

وأخيرا لنكثر من الدعاء لهم، ونجتهد في ذلك، وإليكم هذا الدعاء الذي هو من صفات عباد الرحمن.
قال تعالى: **والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما**.
فلنكثر من قوله ولنتحر ساعة الإجابة أقر الله عيوننا بصلاح أبناء المسلمين وبناتهم ووفقهم لخدمة دينهم.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين له إلى يوم الدين.




خاتمة وشكر

هذه تجارب من الواقع اخترتها راجية من الله تعالى أن يكون لها الأثر الطيب وأن تكون نافعة في موضوعها التربوي الهام.

كما لا يفوتني في ختامها أن أشكر الله تعالى على تيسير عرضها ثم أشكر كل من ساهم في إعانتي على إخراجها أو زودني بشيء من تجاربه في هذا المجال، وأدعو للجميع بالتوفيق والسداد والإخلاص لوجهه الكريم في القول والعمل.

بقلم الكاتبة
نورة بنت محمد السعيد




التعديل الأخير تم بواسطة حرة الحرائر ; 27-04-2010 الساعة 08:36 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة