الأخ المكرمة ( مسك ) حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أما قولكِ أخية – وفقكِ الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( أنا ارقي نفسي وأرقيها كل ليلة بمايلي : الفاتحه سبعا ، آية الكرسي سبعا ، أيات العين والمس ، والسحر ، مع تكرار المقاطع المؤثرة ) 0
قلت وبالله التوفيق : خيراً فعلت أخية ، فالأصل في الرقية الشرعية أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهله ومحارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع 0
وقولكِ أخية – وفقكِ الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( أحياناً بنية الشفاء وإبطال السحر ، وأحياناً لحرق الجن والشفاء ، هذا والقرآن كله شفاء ) 0
قلت وبالله التوفيق : نعم أخية القرآن كله خير وشفاء ، أما التقسيمات المذكورة ( القراءة بنية الشفاء ، والقراءة بنية الحرق ، والقراءة بنية التعذيب ، ونحو ذلك من مصطلحات
أخرى ) فهذا ما توسع فيه المعالجون بغير حق ، ومعلوم أن الرقية هيَّ العوذة ، وهيَّ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدعاء للمريض بالشفاء ، أما ما ذكر فيتبع الأسلوب الذي يتبعه المعالج في العامل مع الاقتران الشيطاني والله تعالى أعلم 0
عودة لأسئلتكِ المطروحة فيسرني الإجابة على النحو التالي :
السؤال الأول : ما الذي ممكن أن يحدث ؟؟؟
الجواب : لا أستطيع أن أحدد ما الذي سوف يحدث بسبب عدم المعرفة بأحوال الحالة المرضية ، وفي الأصل أخية قلت لكِ أن يقرأ الإنسان على نفسه وأهله ومحارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع ، وهذا يتعلق بالرقية بشكل عام ، أما في حالات الصرع والسحر والعين القوية ، فهذا يحتاج إلى معالج متمرس صاحب علم شرعي كي يتعامل مع الحالة ، فإن كانت عمتكِ من هذا النوع ، فلا أنصحكِ بالمتابعة خوفاً عليكِ ، وبالعموم فالأولى في حق المرأة عدم إقحام نفسها في هذا الباب لصعوبته وضعفها ، وقلة حيلتها وبخاصة أوقات الحيض والنفاس ، والله تعالى أعلم 0
السؤال الثاني : هل ممكن ان يتحدث العارض ؟؟؟
الجواب : نعم أخية ، إن كان أصل الحالة متعلق باقتران شيطاني ، وماذا سوف تقولين ، الأمر أخية يحتاج إلى معرفة وخبرة وعلم شرعي ، كذلك فهناك ضوابط شرعية لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار ، والله تعالى أعلم 0
السؤال الثالث : ماذا أفعل حينها ؟؟؟
الجواب : أنا أشك أخية أنك ستفعلين شيئاً هههههههه ، معذرة على ذلك ، فقد تصورت الأمر بيني وبين نفسي كيف سوف يكون الحال ، وأعتقد يقيناً أنكِ سوف تكونين خارج الغرفة إن لم يكن خارج البيت بالكلية 0
السؤال الرابع : هل أحدثه ، وماذا أقول ؟؟؟
الجواب : لا زلت أشك أنكِ سوف تكونين داخل الغرفة ، وأُورد لكِ أول مرة تحدثت معهم ، وكنت خائفاً جداً ، وبدأت أضرب أخماس في أسداس ، وتفلت مني القرآن ، وتشابكت الآيات مع السور فتداخلت البقرة بالفاتحة وبالصافات ، وما عدت أدرك ما أقرأ ، وأنا رجل ، وهُددت بأولادي ، وعندما عدت إلى المنزل لم تقوى قدماي على حملي من الخوف والارتعاد 0
السؤال الخامس : هل ممكن ان يشفيها الله على يدي ؟؟؟
الجواب : إن كانت المعاناة بسيطة فأسأل الله ذلك ، أما إن كانت الحالة تستوجب العلم والمعرفة فنصيحتي لكِ أخية أن لا تقحمي نفسك في هذا الأمر ، فنحن جميعاً في منتدانا الغالي نخاف عليك ولا نريد أن نفقدكَ أو أن يصيبكِ ما يضرك لا قدر الله ( من باب الدعاء ) فقدر الله واقع لا محالة 0
السؤال السادس : هل تحصينها بكلمات الله التامات من همزات الشياطين وأن يحضرون يمنع حضورهم ؟؟؟
الجواب : لا يعني هذا الحديث ما قصدت إليه من معني ، وإليكِ ما جاء في كتاب الله وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بنصه وأقوال العلم فيه :
( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) ( سورة المؤمنون – الآية 97 ، 98 ) 0
يقول ابن كثير – رحمه الله - : ( " وقل رب أعوذ بكَ من همزلاات الشياطين " أمره الله أن يستعيذ من الشياطين لأنهم لا تنفع معهم الحيل ولا ينقادون بالمعروف ، وكان رسوال الله صلى الله عليه وسلم يقول في الاستعاذة من الشياطين : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ) وقوله تعالى ( وأعوذ بكَ رب أن يحضرون ) أي في شيء من أمري ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك لطرد الشياطين عند الأكل والجماع والذبح وغير ذلك من الأمور ) ( تفسير القرآن العظيم – 3 / 247 ) 0
ولذلك علمنا رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه ذكراً للفزع من النوم ، فقد ثبت من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا فزع أحدكم في النوم فليقل : أعوذ بكلمات الله التامة ، من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ( همزات الشياطين : خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان - لسان العرب – 5 / 426 ) ، وأن يحضرون ، فإنها لن تضره ) ( السلسلة الصحيحة - 264 ) 0
قال المباركفوري : ( قوله : " إذا فزع " بكسر الزاي أي خاف " في النوم " أي في حال النوم أو عند إرادته " أعوذ بكلمات الله التامة " أي الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه " وعقابه " : أي عذابه " شر عباده " من الظلم والمعصية ونحوهما " ومن همزات الشياطين " أي نزعاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب ، وهو تخصيص بعد تعميم " وأن يحضرون " بحذف الياء وإبقـاء الكسرة عليها أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك لأنهم إنما يحضرون بسوء " فإنها " أي الهمزات " لن تضره " أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 356 ) 0
* قال محمد بن مفلح -رحمه الله- : ( وكان عبدالله بن عمرو يعلم من بلغ من ولده أن يقول قبل النوم : ( بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) " سبق تخلايجه آنفاً " ) ( مصائب الإنسان – ص 23 ) 0
فالمعنى المقصود بالآية الحديث غير المعنى الذي أشرت إليه أخيتي الفاضلة ، ومما لا شك فيه أن القرآن والسنة يطردان الشيطان ويقمعانه ، ويحفظان المسلم من شره ، إلا أن يقع قدر الله الكوني لا الشرعي 0
اعذريني أخية فما قصدت انتقاصاً من قدرك أو نحو ذلك ، إنما خوفاً عليكِ من شياطين الجن ، فنسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه ، والشكر موصول لكافة الإخوة ومداخلاتهم القيمة ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0