عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-05-2005, 02:55 PM   #6
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الحبيب (أبو البراء) حفظك الله ورعاك:

جزاك الله خير الجزاء على حسن اهتمامك ومطالعتك لمقالي، وفقك الله إلى كل ما يحبه ويرضاه.

اسمح لي فضيلتكم بسرد بعض التعليقات على ملاحظاتكم القيمة، منها ما أتفق معك فيه، وأتراجع عن قولي فيه، ومنها ما أنا بحاجة إلى بحث وتروي ومراجعة النفس فيه، ومنها ما أشكل عليكم وبحاجة للتوضيح، ومنها ما أخالفكم فيه بالحجة والدليل، وهذا هو منهجنا البحثي، وعلى هذا سأبدأ تدوين ردي على مراحل، وحسب ما يتيسر لي من وقت متاح للكتابة وجمع الأدلة.

الملاحظة الأولى:

أولا: أصبت أخي في الله عندما قلت: (لا أحبذ مثل هذا المسمى ، حيث أن الحديث يتعلق بعالم غيبي عن الإنسان) وبحيث أننا نأصل هنا على حسب مصادر التشريع الإسلامي، إذا فما هو الاسم الذي أطلقه الله تعالى على هذا العالم الغيبي؟ هذا العالم الغيبي سماه الله تبارك وتعالى وكما علمنا نبيه صلى الله عليه وسلم باسم عالم (الجن)، والذي سميت به السورة (72) من ترتيب المصحف الشريف، هذا هو المسمى القرآني الذي أعرفه عن هذا العالم، أما مسمى (الروحية) فهذا مسمى بحاجة لدليل شرعي إسلامي، وأنا لم اقف على هذا المسمى عن عالم الجن في الكتاب أو في السنة.

ثانيا: عالم الأرواح حسب الكتاب والسنة واللغة يدل على الآتي: (الروح) التي بدخولها أو خروجها يحيى الإنسان أو يموت، (الملائكة)، (الجن)، وعلى هذا فإطلاق مسمى الروح على الجن هو مسمى جامع غير مانع لدخول أجناس أخرى كالروح والملائكة، فمسمى روح هو مسمى عام وليس خاص بجنس بعينه، وهم جنس الجن، وعلى هذا لا يصح في التعريفات أن يطلق العام ويقصد به الخاص، لأنه تعريف جامع غير مانع.

ثالثا: اضف إلى ذلك أن الملائكة كعالم ****** لا تصيب الإنسان بالأمراض، فلا تتسلط على أجساد الإنس بالمس والصرع، وهذا القول هو ما ذهب إليه النصارى حيث يقولون أن (الشيطان ملك ساقط، سقط معه ثلث الملائكة)، ويطلقون على هؤلاء الملائكة الساقطين مسمى (الأرواح الشريرة)، ويزعمون أنهم يعالجون هذه الأمراض الروحية، ويطلقون على المعالجين عندهم مسمى طاردوا الأرواح الشريرة (Exorcists). ويمارسون هذا العمل تحت ما يسمونه (مواهب الروح القدس).

الآب دانيال يقول: (يقدم لنا الرسول بولس في إصحاحين هامين [رو 12، 1كو 12] أسماء المواهب المختلفة التي يعطيها الروح القدس للمؤمنين، ولم يذكر من بينها موهبة إخراج الشياطين. ماذا يعني هذا؟ هذه الموهبة ليست موهبة خاصة تعطى لمؤمن دون آخر. إنها للكل. كل المؤمنين لهم السلطان أن يخرجوا الشياطين باسم الرب يسوع. يتعجب ترتليانوس (القرن الثاني الميلادي) عن وجود مسيحي لا يعرف أن يطرد الأرواح الشريرة من الأجساد التي تسكنها.. هناك جماعة مميزة من المؤمنين يثقلهم الروح القدس دون غيرهم بطرد الأرواح الشريرة، ولقد حفظت لنا الصلوات القديمة لكسر الخبز نصًا للشماس يؤكد وجود هذه الجماعة في العصور السابقة. (صلوا من أجل طاردي الأرواح الشريرة Exorcists)).()

فالمسألة مجرد استدراج للناس بخداعهم، ليقعوا فريسة تحت أيدي المنصرين، بهدف الدعاية للكنيسة عن طريق إشاعة فشل المسلمين في العلاج، ونجاح الكنيسة، والحقيقة أن علاج المسحور والممسوس يتم ببركة القديسين مجرد وهم، وخدعة ساذجة راجت على البسطاء، ولا تخفى على ذو دراية بالعلوم الجنية، بل هم في شك وريبة عن مصدر هذه المواهب، والتي قد يكون لا صلة لها بالروح القدس، هذا حسب زعمهم لا ادعائنا، (امتحنوا الأرواح هل هي من الله) [1يوجنا 4: 1]، فبدون الرجوع إلى القساوسة، كيف يستطيع الماثل أمامهم أن يمتحن الأرواح؟ ضيقتم على أنفسكم، فضيق الله عليكم، أليس كذلك؟ ثم هم أنفسهم لهم حكم خاص متعلق بجلسات تحضير الأرواح والعلاج ال****** لما يخالف ما هم عليه هنا.

يقول الآب دانيال: (.. لا تذهب إلى جلسة (تحضير للأرواح) فهذا بكل تأكيد يعرضك لأن تقيد من العدو في مجال أو أكثر.. إن الزمن لم يتغير بالنسبة لقوانين الله، وكل من يتصل بالأرواح الشريرة يعرض نفسه وجسده لأضرار بالغة.. لكن ليس فقط ما يسمى بتحضير الأرواح (Necromancy) هو دائرة الاتصال الوحيدة بمملكة الظلمة التي يلجأ إليها الناس للاستفادة من قوة الأرواح الشريرة في معرفة معلومات لا يمكن التوصل إليها بالطرق العادية أو للشفاء من الأمراض أو لإيذاء الآخرين.. تحضير الأرواح هو واحد من طرق عديدة يطلق عليها بالإنجليزية اسم (The occult)، والكلمة حرفيًا تعني شيئًا مختفيًا (Something hidden)، فهي تطلق على كل دوائر الاتصال بالأرواح الشريرة غير المنظورة التي يرأسها إبليس.. لنقرأ معًا الأعداد من 9 إلى 14 من الإصحاح الثامن عشر لسفر التثنية، إنها تقدم لنا عرضًا لأهم هذه الدوائر.. (متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك .. لا يوجد فيك من يعرف عرافة، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جنًا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل هذا مكروه عند الرب). ()

ورغم حرمة الاتصال بالأرواح أو عالم الجن عند النصارى، فلك أن تعلم أن في أوربا على سبيل المثال بها هيئات كنائسية متخصصة في الاتصال بالجن والقرائن، وإجراء الأبحاث والدراسات والفلسفات المتخصصة بالعلوم الجنية، ولكن تتم هذه الدراسات بغير مسمياتها الحقيقية، تحت ما يسمى الدراسات الروحية وال******ة، فلا معلومات كتابية كافية لديهم عن عالم الجن والقرائن، لذلك يدرجونها تحت مسمى الروح، ومن هذه الهيئات الكنائسية ما يطلقون عليه: (هيئة زمالة الكنائس للدراسات الروحية وال******ة Churches Fellowship For Psychical And Spiritual Studies)، وهذه واحدة من مئات الهيئات المعنية بالبحث الروحي والتي انتشرت ومنها هيئات قلية تنتمي إلى بعض الجهات الدينية، وهيئات مستقلة تمامًا عنها. وتعبير Studies Psychical يشير إلى دراسة الظواهر الروحية في حد ذاتها، أما تعبير Spiritual Studies، فهو يشير إلى كل دراسة خاصة بالفلسفات الروحية بوجه عام لذا آثرنا تعريبها بكلمة (******) بدلاً من (روحي) للتمييز بين الموضوعين)()

رابعا: هذا العلم وهذه الأمراض هل هي أكثر ارتباطا بالجن أم بال******ات؟ ما علاقة الأرواح بالجن؟ أيهما أعم الأرواح أم الجن؟ ما هو مصدر التعريف الدارج فيما يطلق عليه الروحية والأرواح؟ وما سر تمسك هؤلاء بلفظ (روح)؟ ما مدى صلة هذا المسمى بعقيدة الأقانيم الثلاثة عند النصارى (الآب _ الإبن _ الروح القدس)؟

اسمح لي فضيلتكم بأن أبين أمر قد يكون خفي على كثير منا حول مسى (ال******ات والروح والأرواح والأمراض الروحية)، فقد بحثت في النصرانية عن أي معلومات لديهم عن عالم الجن، ولكن أصابتني الدهشة عندما بحثت في مكتباتهم عدة أشهر لأجد معلومة واحدة وليس كتابا أو كتيب على أسوأ الفروض، وكانت الصاعقة التي ألجمتني، وجعلتني أتخذ موقفا من هذا المسمى، مخالفة لعقيدتهم الباطلة، وأنسب هذا العلم للجن وليس لل******ات، وأعتقد أنك ستؤيدني ولا شك إذا عرفت الجريمة الشنعاء التي اقترفها القوم، فالنصارى ينكرون وجود الجن كعالم ثالث خلاف الملائكة والإنس، ويعتبرون مسمى الجن الوارد في كتبهم المحرفة هو يدل على الأرواح الشريرة أو الملائكة الساقطون حسب زعمهم الباطل.

الدياكون د. ميخائيل مكسي اسكندر في مستعرض سؤال مضمونه هل هناك جنس ثالث غير الملائكة والناس؟ فيجيب قائلا: (تؤمن المسيحية بأنه يوجد ملائكة أبرار، وأشرار (شياطين)، وأما ما يردده البعض من أن هناك جنس ثالث في السماء يسمى (الجن) gin (والجان)، ومنهم العفاريت والمردة الجبارة والجنيات التي تسكن البحار وتخطف وتتزوج بالبشر، (كما ورد في الأساطير الشرقية)، فهي كلها ليست _ في الواقع _ سوى أوراح شريرة (شياطين) وليست بأجساد، ولا يمكنها أن تتزوج أو تتناسل، أو أن يكون من بينها الجن المؤمن، وغير المؤمن، بل كلها شياطين هالكة (أرواح نجسة). ويمكن للشيطان أن يغير شكله إلى شبه ملاك نور (1كو 11: 14)، وكان يكذب ويخدع بظهوره للقديسين _ قديما _ مدعيا بأنه ملاك سماوي!!.).

ولم أعثر بعد بحث مضني عن رأي مخالف بعض الشيء إلا قول ذكره الأنبا غريغوريوس: (إن المعلومات المسيحية عن الجان محدودة، وحيث أن الجان لم يرد ذكره في الكتاب المقدس إلا في ثلاثة مواضع، ولكن الكتاب المقدس مليء بالآيات التي تتحدث عن الشياطين، وبذلك يبدو واضحًا أن الجان غير الشياطين، فهذه مملكة، وتلك مملكة أخرى، ويبدو أيضًا (وهذه معلومات من خارج الكتاب المقدس) أن عالم الجن مستويات مختلفة لهذه الجان، فالأعمال السحرية مثلاً يقال؛ أنها تكون في الطبقة السادسة من الجان، والعالم السفلي أو الجحيم إلى الجان، وعندما نصلي على الممسوسين نجد أن الجن ينطق ويقول بعض المعلومات التي قد تكون صادقة).()

ومن المدهش غياب العلوم الجنية كدراسات متخصصة مستقلة لعلماء المسلمين حقبًا من السنين، ما عدا دراسة دور الشيطان وكيفية دفع كيده ووساوسه، مثل (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم، و(مصائب الإنسان من مكائد الشيطان) للمقدسي، و(تلبيس إبليس) لابن الجوزي، أما عن العلوم الجنية فلم أعثر إلا على عدد محدود منها، مثل (لقط المرجان في أحكام الجان) للسيوطي، (آكام المرجان في أحكام الجان) للشبلي، و(هواتف الجان) لابن أبي الدنيا وهذا الكتاب أغلبه أحاديث ليست بالقوية، ويغلب على أكثرها الضعف والوضع، هذا بخلاف السرية الشديدة المحاطة بهذه العلوم من قبل السحرة، وتسريب أي معلمومة قد تصل عقوبتها إلى حد القتل سواء من الجن، أو من قبل الجماعات السحرية السرية كالماسونية ودير صهيون وغيرهما، وهذه الجماعات هي المسيطرة على هذه الأسرار والمعرفة الباطنية في العالم، وهذا يجعلنا ندين أهل الكتاب بتغييب ذكر عالم الجن في التوراة والإنجيل، هذا إذا ما قورنت بغزارة ذكرهم في القرآن الكريم، والذي يصل إلى حوالي ثلث سوره، بينما يذكر الأنبا غريغوريوس أن الجان لم يرد ذكره في الكتاب المقدس إلا في ثلاثة مواضع، فالفراق شاسع جدًا، مما أوجد خلافات حادة بينهم حول تفسير الظواهر الروحية، لذلك تشكلت لجنة لتقصي موضوع الروحية سميت باسم (لجنة رئيس أساقفة كنتربري للتحقيق في الروحية)، وقد خرجت بتقرير أحيط بالسرية والتكتم.

هانن سوافر يقول: (وظلت اللجنة تجتمع لمدة عامين وتذهب إلى جلسات روحية عقد بعضها في منزل البارون إريك بالمستيرنا Erik Palmstierna وهو سفير سويدي سابق في لندن.. وبعد عامين من التحقيق قدمت اللجنة تقريرها. وكان منطوقه لمصلحة الروحية بأغلبية سبعة أصوات ضد صوتين.. وكان السبعة المؤيدون هم الأعضاء المعروفون جدًا في اللجنة بالنسبة للعضوين الباقيين: وهم رئيسها أسقف باث وويلز Bath & wells، والقس هـ. آنسون H.Anson رئيس الهيكل، والدكتور وليام براون William Brown العالم النفسي والمعرف، والدكتور و.ر. ماتيوز W.R.Matthews عميد كلية القديس بولس، والقس ل.و.جرينستد L.W.Grensted نائبًا عن رئي أساقفة يورك York، وب. إ.ساندلاندز P.E.Sandlands، ولادي ستيفنسون Stephenson (Gwendalen).

وشغل تقرير الأقلية المعترضة صفحات قليلة ووقع عليه اثنان فقط هما سكرتير أسقف باث وويلز، وقرينة أسقف دربي Derby. وقالا فيه أنهما يتحفظان في إبداء رأيهما، وإن بعض الكشوف المستقبلة ربما يمكنه أن يفسر الروحية.
أما تقرير الأغلبية فقد صيغ في أسلوب عال بمعرفة القس جرينستد الذي حصل على بيانات كثيرة عن طريق قريبة له وسيطة. وخلص التقرير إلى ما يلي: (لا يمكن تجاهل النظر إلى الروحية، لأنها تسد ثغرات في معلوماتنا، وهي تبين أن الاتصال بالموتى قد تم فعلاً. وبعد ترك المجال مفتوحًا أمام جميع التفسيرات والنظريات المتصورة يتبقى فائض لا يمكن تفسيره إلا على أساس من تداخل غير متجسد (أي روحي). ولم يكن بمقدورنا إثبات حصول ظواهر روحية فيزيقية، لأننا لم نشاهد بينات على التجسد، أو الصوت المباشر، أو المجلوبات. وعلى الكنيسة أن تعين هيئة من الناس تكون تحت إدارتها وتظل على صلة بالروحيين المسؤولين).

وكان من المقرر أن يظل هذا التقرير سرًا إلى الأبد. ولكن في يوم من الأيام أخبرني أحد الدبلوماسيين أن إجراء ما ينبغي أن يتخذ إزاء هذا التقرير السري، لأنه كان يعلم أنه في جانبنا، ورأى صورة منه، كما رأى آخرون صورته أيضًا فيما لم يعد سرًا. وعندما نشرت الوقائع في الديلي هيرالد ابتدأ الشغب. فبعد أن طلب الدكتور لانج (رئيس الأساقفة) من الصحافيين في شارع الصحافة أن ينشروه: (لأن من واجباتكم الأساسية إذاعة الأنباء كما قال لهم)، عاد بعض الأساقفة الذين استشارهم فنصحه بعدم نشر هذا التقرير الذي قدمته لجنته منذ سنة 1937. وظل الأمر معلقًا إلى أن تقرر إلغاء التقرير في سنة 1940.

وأبديت بطبيعة الحال أعذار مع التسليم بأن هذا التقرير (يحوي بيانات ثمينة عن شتى الظواهر التي تعنى بها الروحية). وقد احتفظ الدكتور لانج بالتقرير لمدة تتجاوز عامًا. وعندما أذيع سره اعتذر عن عدم إذاعته بأنه لم يصدر بالإجماع. أما رئيس اللجنة وهو أسقف باث وويلز فقد أخذته الحيرة عندما سئل عما إذا كان إلغاء التقرير جرى بسبب أنه جاء في جانب الروحية، فأجاب بأن التقرير كشف عن اختلاف جسيم في الرأي، وأنه يلزم المزيد من التحقيق).()

وهذا الخلاف في الرأي يعني أن الكنيسة لا معلومات كتابية حاسمة لديها عن عالم الجن، أو حتى عن عالم الأرواح كما يسمونه، وأن لديها ثغرات في كتبهم، فكما ذكر التقرير أنه لا يمكن تجاهل النظر إلى الروحية، لأنها تسد ثغرات في معلوماتهم، أي أنها تسد ثغرات القساوسة المعلوماتية والتي مصدرها كتابهم المقدس، والحقيقة أن الأبحاث الروحية لا ولن تسد أبدًا هذه الثغور لديهم، لأنه لن يسدها إلا وحي منزل من الله عز وجل، والوحي الوحيد الذي زخر بذكر الجن هو القرآن الكريم، وليست الأبحاث الروحية المضللة، والتي يتلاعب فيها الجن بالروحيين، خاصة في غياب سند شرعي معصوم، ويؤكد هذا رد الأسقف باث وويلز رئيس اللجنة بأن التقرير كشف عن اختلاف جسيم في الرأي، وأنه يلزم المزيد من التحقيق! وأي تحقيق هذا الذي يطالب به، وهم لا يمتلكون سند كتابي؟! فهم متمسكون بعقيدة مضلِّلَة، لأنهم اكتشفوا حقائق ملموسة يستحيل إنكار وجودها، بينما لا تفسير لها في كتبهم، وربما تتعارض مع بعض نصوصهم، وهذا ما جعلهم في حيرة أفضت إلى التستر على نص هذا التقرير وإحاطته بالسرية، ليس لأنه لا دليل وهذا أدى إلى إثارة الامتعاض حتى بين بعض رجال الدين أنفسهم.

خامسا: أيهما أعم وأشمل الرقية أم العلاج، وهل العلاج فرع من الرقية، أم أن الرقية متفرعة عن العلاج؟

الحقيقة أن العلاج أعم والرقية أخص، لأننا نعالج بالأعشاب والحجامة والاغتسال والزيوت، كل هذه الأساليب تتم إلى جانب الرقية، فإذا قصرنا المسمى على الرقية فقط نكون أسقطنا أركانا أخرى في العلاج ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقصور على مسمى رقية فيه بتر لسنن أخرى ثابتة، أما مسمى العلاج فهم أعم واشمل للرقية وما سواها من السنن المعمول بها.

كل ما ذكرته هو غيض من فيض حول مسمى ال******ات، وأرى أن علاج الأمراض الجنية والعلوم الجنية أقرب للصحة لموافقته للشرع واللغة ومخالفته لأهل الكتاب.



يتبع في المقال القادم بإذن الله تعالى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة