عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-05-2005, 07:06 AM   #4
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد التوضيح والبيان للمختص وغير المختص في هذه المسألة، وتقريب المسألة للأذهان بعد أن استفدنا بالأطروحات العلمية الشرعية من شيخنا الجليل، بهدف بيان ما اشكل على ذهن العوام من الناس، وفي نفس الوقت أعرض وجهة نظري المتواضعة في المسألة، ربما استطعت من خلالها إضافة تفصيل جديد ربما لم يلتفت إليه من قبل، وقد يستجد ظهوره في المستقبل، لأن المسألة المطروحة أكثر تشعبا مما قد نظن، وعرضة لأن يستجد عليها جديد، فالعلوم الجنية وأسرار الجن المكتشفة في ازدياد كل يوم، وأساليب السحرة والشبهات تثور كل يوم.

(الكشف البصري clairvoyance)، وهناك أيضا (الكشف السمعي clairaudience)، (الكشف الحسي clairsentience)، فيرى المريض أو يسمع أو يحس بأشياء لا يمكن للإنسان في الحالة العادية ان يحدث منه هذا، فهو أمر فائق على قدرات البشر، وهذا لا يتم إلا في حالة استحواذ الجن على مخ الإنسان، وهناك فارق كبير بين العقل والمخ، فالعقل هو المسؤول عن عملية التفكير واتخاذ القرار، أما المخ فهو أحد أجهزة الجسم التي تشرف على عمليات الجسم كله الحسية والحركية وغير ذلك، وكما سبق وشرحت فهناك قرين لجسم الإنسان خلاف الشيطان المقترن به، فأجهزة المخ الداخلية لها قرين جني، أو مثيل جني، فالعظام مثلا نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء بها، وأخبر بانها تصير أوفر ما كانت لحما، وان هذا اللحم هو طعام اخواننا من الجن، ومن هذا يستنبط أن الجن لا يأكلون العظم نفسه، ولكن يأكلون ما نبت عليه من لحم غير منظور لنا، اي أنه لحم جني، وهذا اللحم الجني مستحيل أن ينبت على عظم إنسي لاختلاف الطبيعتين الإنسية والجنية، ما لم يكون هناك وسيط بينهما، وهذا الوسيط هو قرين مادة العظام.

ومن خلال قرين مادة المخ الجنية يتم حدوث اشتراك في وظائف المخ بين قرين المريض أو الشيطان في حالة حضوره على جسد المريض وبين مخ المريض، وبهذه الطريقة يحدث اتصال سمعي وبصري وحسي، والشاهد على هذا من القرآن الكريم أن السامري بصر بما لم يبصر به بني إسرائيل، فرأى فرس جبريل عليه السلام، والإنسي لا يرى الملائكة، قالت تعالى عن إبليس قوله: (إني أرى ما لا ترون)، هذا لما رأى الملائكة في موقعة بدر، وهذا يؤكد أن الذي كان ينطق على لسان السامري هو قرينه من الجن، وليس السامري الإنسي، وهذا دليل على نطق الجن على لسان الإنس، وكذلك ابن صائد وهو في شبه الجزيرة العربية رأى عن بعد عرش إبليس على البحر حوله الحيات، إذا لم يكن ينطق على لسان ابن صائد إلا قرينه من الجن، فهذان نموذجان للكشف البصري، ونطق الجن على لسان الإنس، وقس على هذا الكشف أو الاتصال السمعي والحسي، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صائد عن ما يراه بالكشف البصري وعن ما يأتيه، بل وأكد على صحة ما يراه ابن صائد وأنه عرش إبليس، وهذا الموضوع بحاجة إلى سرد مفصل ليس هذا مكانه.

إذا هناك شرط هام جدا وهو حضور الجني على مخ المريض، سواء حضورا جزئيا أي على المخ فقط، أو حضورا كليا خارجيا أو داخليا على الجسد كله، المهم هو الاشتراك مع المخ في وظائفه، وهناك طريقة أخرى وهي أكثر تعقيدا ويقوم بها الشيطان عن طريق قرين المريض، فيحضر الشيطان القرين على الجسد، ثم يتكلم فيسمع المريض كلام الجني داخل رأسه وجسده، ويسمع بكاؤه أو ضحكه ولهجته الساخرة، على أي حال هذا النوع من التواصل لا يعلمه إلا خاصة المعالجين والسحرة، ولا يقوم به الجني إلا مع من يعي مثل هذا النوع من طرق التواصل، لأن هناك معالجين لا يفرقون بين هذا النوع من التواصل وبين الوسوسة، وإن كان يعد نوعا متقدما من الوسوسة، ولأنهم يجهلونه فالشيطان لا يعيره اهتماما، لكن في حالة ما إذا كان الشيطان قويا جدا، ولا يحضر على الجسد فمن الممكن حدوث تخاطب معه بأحد هذه الوسائل، اطلب منه بالأمر أن يتكلم من داخل الجسد، فسوف ينقل المريض للمعالج كل ما يسمعه من داخل مخه، وليس من خلال أذنيه، فموضوع الكشف السمعي قضية أخرى خلاف ما نحن بصدده.

أما عن كيف يمكن أن يتم الكشف البصري، فمن الممكن بالدعاء إلى الله، ومن الممكن أن يكون الجني ضعيف القوة فيحضر فيرى المريض، المهم أن الجني يفقد 80% من قوته عند الحضور على الجسد، لذلك فالكشف البصري دليل على ضعف الجني، وعلى العكس من ذلك فقد يكون دليل على أن الجن أقوياء، حيث يتم هذا الكشف عن طريق القرين الذي أنهكه الدعاء والقرآن، فتدفعه الشياطين إلى ذلك، أو أن القرآن عمل حجابا بين القرين والشياطين، وهذا هو الأرجح، فضعف القرين فحضر على مخه فرأى وسمع وتم التواصل السمعي والبصري.

وللكشف البصري فوائد يطول بنا سردها وشرحها، على سبيل المثال فقدت سيدة بعضا من حليها الذهبية، وما أدراك ماذا يعني الذهب بالنسبة للشياطين، وتأثيره في السحر، وأين أنت من قصة السامري وهو ساحر، حين أخذ حلي القوم وزينتهم فأخرج لهم عجلا مسحور.

على أي حال كانت ابنتها مصابة بأسحار كثيرة جدا، وتمكنت بخاصية الكشف البصري من استرجاع الذهب المفقود والتعرف على مكانه، وكان الجن قد صنعوا عليه سحرا، واخذوه في عالم الجن، بل أخذوا أيضا مصحفا، وصنعوا عليه سحرا لهذه الأسرة، وتم بخاصية الكشف البصري التعرف على الموضع الذي ترك فيه الجن الحلي، وقام عمار البيت من الجن المسلمين باسترداد المصحف وتطهيره وإعادته إلى أهل البيت، ووضعوه في الخزانة، وبالفعل بعد يوم وجدوا كل منهما في المكان الذي استدل عليه بواسطة الكشف البصري بعد فترة من فقدانهما، ومن الممكن أيضا الاستفادة من هذه الخاصية في تحديد مكان دفن أمر التكليف، وغير ذلك الكثير.

ومن فوائد الكشف البصري أنه يكشف للمعالج عن أحوال ومتغيرات الجن على الجسد، ولكن بشرط أن يكون له من الخبرة ما يميز به التصويرات الخداعية، وحتما ولا بد سيقع في مثل هذه الخدع كثيرا، فهي تحدث بين الجن أنفسهم، حتى أن (الجن المسلمين الصالحين) يقومون بهذا التخييل لتضليل الشياطين وخداعهم، والخداع في الحرب له أصل في الشريعة، وهذا يسمى (سحر التصوير) وليس (سحر التخييل) كما هو دارج، وهو تمثيلية يقوم بها الجن ويصورنها لخداع طرف آخر، تماما مثل العصي والحبال عندما تحولوا إلى حيات، كل هذه الحيات حيات جنية، وليست خيالا، وإلا فماذا كانت تلقف عصى موسى عليه السلام عندما صارت حية إن لم يكن حقيقة؟! عموما فالكشف البصري وسيلة عظيمة جدا في العلاج، وتوفر للمعالج كمية هائلة من المعلومات الضرورية بالنسبة للحالة.

المهم هنا في هذا الموضوع أن خاصية الكشف البصري هذه يستخدمها السحرة شر استخدام، فهناك ما يسمون (قلب الحائط) فيجلس الساحر على كرسيه، وينشق الجدار ويرى ما يحدث خلفه، وطبعا الموجود على الناحية الأخرى لا يعلم أن هناك من ينظر إليه من خلف الجدار، وعلى هذا فالكشف البصري له استخداماته في التجسس والتصنت بين الدول، ويستخدمه رجال الأعمال والمجرمين بل ورجال الشرطة في تتبع المجرمين، وله استخدامات عسكرية معروفة عن الروس وامريكا، وكذلك في الأبحاث الضائية، ويستخدم أيضا في الكشف على الكنوز والخبايا، ومنه فتح المندل، طبعا هذا النوع من التواصل كما نرى له خطورته على أسرار الناس وخصوصياتهم، شيء مزعج ومؤرق أن يدخل الإنسان الحمام أو يتجرد من ثيابه، أو يبيت مع زوجته وهو يعلم أن هناك من يراه عن بعد ويتابعه، لذلك يجب عند عقد الجلسات أن يحصن المعالج المكان ضد أسحار (التجسس والتصنت) وإلا صار مكشوفا لسحرة الإنس والجن معا، وبالتالي ستخفق الجلسة ولن تجني ثمارها، بل يجب تكرار عملية التحصين عدة مرات وليس مرة واحة ضد (أسحار التجسس والتصنت)، وهي عادة ما تكون بكم كبير يصعب حصره.

طبعا الموضوع له تفاصيل أكثر من هذا بكثير جدا، ولكن على قدر المستطاع أحاول أن أختصر، بحيث أقرب الفكرة للقارئ، فمنهم الفضولي ومنهم طالب العلم والمتخصص، على أي حال اتمنى من الله أن أكون قد كشفت بعض الغموض والأسرار بما يعين المعالج ويزيد المطلع وعيا بما يحدث، ولكي نستطيع التفريق بين الساحر والمعالج، حيث قد يبدو للبعض أنهما شبيهان، والحقيقة أنهما نقيضان، وهذا الخلط حدث عن عجز في التمييز بينهما نتيجة غياب ادراك المعرفة بهذه الخصائص والأسرار.

وهناك نوعين من الكشف البصري (كشف بصري منامي)، و(كشف بصري يقظي)، فما يراه المريض أثناء نومه ليس كله أحلاما شيطانية، ولكنها تتم وهو في شبه حالة غيبوبة، بحيث يكون قادرا على التفاعل مع ما يراه من كر وفر، ونفس الشيء يحدث في أثناء الجلسة يقظة.

وبدون أن يطلب المعالج من المريض أن يرى، فقد يصاب الجني بإعياء شديد، فيدلي ببيانات كشفية بصرية تدل على شخصية الساحر أو ماكن أمر التكليف أو العائن، وغير ذلك مما قد يخلصه من وطئة العذاب الواقع عليه.

وهناك نوع من الرؤى الرحمانية تكون في أثناء الجلسة إبان إغماض المريض عينيه، قد يكشف الله من خلالها شخصا معينا هو موضع الشك والاتهام، فأجد المريض يصف لي رؤى أجدها حسب خبرتي أنها تقع تحت قائمة الرؤى الرحمانية ولا صلة لها مطلقا بالكشف البصري وخداع الجن، وهذا مجرب كثيرا ويعرفه إخواني المعالجين ذوي الخبرة والاطلاع، صحيح لم أبحث عن دليل شرعي على وجوده، لكنه واقع لا أملك إنكاره أو التكتم عليه.


إذا أستطيع أن أقول بأن هناك أثناء الجلسة كشوفات بصرية تفضح العائن أو الساحر وغير ذلك، لكن بشرط مقيد لها وهو أنها تتم رغم أنف المعالج، ورغم أنف المريض، باستثناء أنه في بعض الأحيان قد يفر الشيطان من المعالج أثناء الجلسة، أو يرى المريض في منامه شيطانا ما، فيأمر المعاجل المريض بالتركيز في صورة هذا الشيطان ومحاولة تصوره أمامه، فيراه المريض واقفا أمامه، وبالفعل يتم حضور الشيطان للتعامل معه، وهذه الطريقة تفيد جدا في سقوط الجن الطيار على وجه الخصوص.

طبعا كما هو واضح أن للجن صلة وثيقة بالكشف البصري، خاصة وأنه لا بد وأن يتم من خلالهم، والأمر لا يسلم من تلاعبهم بعين المريض كما سبق وبينت، لذلك فالمعلومات الواردة عن طريق الكشف البصري يغلب عليها الظن، ولا يصح بحال أخذها بمحمل الجزم واليقين، وإن حملناها على محمل الظن، فسوء الظن من حسن الفطن، بغرض أخذ الحيطة والحذر، لا بغرض اثبات اللاتهام وقيام البينة.

أما طلب المعالج من المريض أن يتخيل من الذي فعل السحر او أصابه بالعين، فهذا ولا شك رجم بالغيب، وسبيل من سبل العرافة والكهانة كان موجدا ومتعارف عليه في المعابد الوثنية الفرعونية والبابلية واليونانية، وكان يوجد ما يعرف بالبصارة أو العرافة تغمض عينيها أو تتبع ما شابه ذلك من طقوس يطول سردها، ثم عن طريق شيطانها المقترن بها تسرد ما تراه من معلومات مراد الاطلاع عليها، ولا يزال مثل هذا الإسلوب متبعا بين السحرة فيما يعرف بفتح المندلوقياس الأثر وغير ذلك من سبل استلاع المغيبات.

وهذا ولا شك فيه مشابهة بهم من جهة، ومن جهة أخرى هو استعانة بالجن بشكل مستتر، ربما لا يعلمه الجاهل، لكن المتخصصون يعرفون كيف يتم في ضوء ما شرحته وبينته سابقا.

واستثني من هذا أن يدعو المعالج الله تعالى بأن يظهر له من فعل هذا إذا رأى المعالج في ذلك ضرورة، فقد يراه المريض في رؤية منامية أو في كشف بصري، المهم هنا أنه استعان بالله تعالى، ولم يستعن بغيره عز وجل، بل وأكد على استخدامه الدعاء كوسيلة شرعية تعبدية لحدوث الرؤية، ولكن أيضا حتى لو تم الكشف فهو أيضا يؤخذ بمحمل الظن لا بمحمل الجزم.

والآن أترك التعقيب لشيخنا الفاضل ومن حضرنا من أهل العلم والتخصص

والله هو الهادي والموفق إلى ما يحبه ويرضاه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة