عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 28-09-2004, 03:51 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Thumbs up

[B]



،،،،،،

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص ما ذكر من قبل الأخ الفاضل الشيخ ( عبدالله الزقيل ) – حفظه الله – فأرى أن من الواجب إيضاح بعض الأمور المتعلقة بالمسألة بشكل عام وهيَّ على النحو التالي :

أولاً : ذكر أخي الفاضل – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه – فقال : ( ضوابط اعتبار الأسباب الحسية في الشرع :

(1) أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا .
(2) أن لا يعتمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها .


(3) أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره
) .


واعتقد حسب علمي المتواضع بأن تلك الضوابط على الوجه المذكور فيها نقص بيّن ، فالأولى أن يضاف لها بعض المسائل المهمة المتعلقة بها كي تضبط ضبطاً شرعياً ، فأقول غير ما ذكره أخي الكريم :


1)- خلوها من المخالفات الشرعية 0

2)- سلامة الناحية الطبية للمرضى 0
3)- عدم مشابهة السحرة والمشعوذين 0
4)- عدم المغالاة 0
5)- عرض كافة تلك الاستخدامات على العلماء وطلبة العلم 0

ثانياً : ثم قال – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( وبعد هذا التقرير نجد أن رش الماء والملح في زوايا البيت ليس سببا جاء به الشرع ، وهذا من جعل ما ليس بسبب سببا ) 0

قلت وبالله التوفيق : نعم هيّ أسباب لم يأتي بها الشرع ، ولكنها أسباب حسية ترقى أن يؤخذ بها في مسائل العلاج والاستشفاء ، بسبب أنها لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع كل ما ذكر من ضوابط في استخدام الأمور الحسية وقد أفتى بجوازها بعض علماء الأمة العاملين العابدين ، وكما هو معلوم فمسائل الرقية الشرعية إما أن تكون شرعية : وهذه مبناها على التوقيف فلا يجوز مطلقاً الإخلال بأي جزئية من جزئياتها ، أو أن تكون حسية : فيمكن استخدامها واللجوء إليها إذا توفرت فيها كافة الضوابط المذكورة آنفاً دون استثناء ، والله تعالى أعلم 0

ثالثاً : ثم قال – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( أما قول أبي الحسن الجرجاني : ( الذي أعرفه أنه لا حرج وهو أمر مجرب على أن يصاحب الرش قراءة القرآن الكريم والله أعلم بالصواب ) 0 فلا أدري ما هو دليله على هذا الفعل ، والله أعلم 0

قلت وبالله التوفيق : لا يجوز أن ننكر القول على أبو الحسن الجرجاني – رحمه الله – حيث أن المسألة من أساسها لا تعتمد على مسائل الرقية الشرعية المتعلقة بالجانب الشرعي ، وكما اتفقنا سابقاً فأن ذلك مبناه على التوقيف ولا يجوز الحديث أو الفعل مطلقاً دون الدليل النقلي الصريح الصحيح من الكتاب والسنة ، وكما تم الإشارة سابقاً فتلك أسباب حسية منضبطة بضوابط معينة فلا بأس باستخدامها وفق تلك الضوابط ، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى الدليل كون أنها لا تتعلق بأمور شرعية والله تعالى أعلم 0

رابعاً : ثم قال – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( لقد وجدت كلام ابن القيم في الوابل الصيب (ص117) وهذا نصه :

( وقال ابو النضر هاشم بن القاسم : كنت ارى في داري .... فقيل : ياابا النضر تحول عن جوارنا . قال : فاشتد عليَّ ، فكتبت الى الكوفة الى ابن ادريس والمحاربي وابي اسامة ، فكتب اليَّ المحاربي : ان بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها ، فنزل بهم ركب ، فشكوا ذلك اليهم ، فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر . قال ابو النضر : فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ، ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : احرقتنا نحن نتحول عنك .
وهو : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الابالسة ، ومن شر شياطين الانس والجن ، ومن شر معلن او مسر ، ومن شر مايخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم .
أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وابراهيم الذي وفى ، من شر ماخلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي .
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم : " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ . رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ . وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ . لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ . دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ . إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ " . (الصافات : 1-10 ) 0

ثم نقل ما ذكره صاحب كتاب ( النذير العريان لتحذير المرضى والمعالجين بالرقى والقران فتحي بن فتحي الجندي ) ( ص88 - 89 ) : ( هذه القصة لم نقف لها على إسناد وما أخالها تصح ، وإلا فأين سورة البقرة التي ما قرئت في بيت إلا فر منه الشيطان - فلماذا لم يقرأها أبو النضر ؟ ولماذا لم يُفته بقراءتها المفتون ؟ وما بالهم عادوا في فتياهم إلى الركب المزعوم ، ولم يعودوا إلى سنة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟ والله لو لم يكن في ذلك إلا تسويغ الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم لكفى في النهي عنه لأنه يفتح بابا إلى الفتنة .ا.هـ. ) 0
وأنا أميل إلى هذا الرأي الذي ذكره المؤلف فتحي - جزاه الله خيرا - .

قلت وبالله التوفيق : ما ذكر حول هذه المسألة هو عين الصواب ، وقد أصاب بذلك كبد الحقيقة ، ولو عاد القارئ الكريم لما ذكر حول هذه المسألة في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) لوجد أنني ما حدت قيد أنملة عما ذكره أخي الفاضل ( فتحي الجندي ) ، ولكن لا نستطيع مطلقاً أن نقيد الأمر فنقول : لا يجوز قراءة أول عشر سور من سورة الصافات ولا يجوز الرقية بها ، وحيث أن تلك السورة من سور القرآن العظيم وفيها معاني عظيمة ، وهيّ تؤثر بإذن الله عز وجل على الجن والشياطين ، وهذا معلوم معروف عند أثبات المعالجين ، ولذلك فإنه يجوز الرقية بها كما يجوز الرقية بغيرها ، ولكن كما هو منهجي دائماً فالأولى الرقية بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم 0

هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فعندما ذكرت تلك الحادثة ، ذكرتها استئناساً بمسألة رش الماء ليس إلا ، وقد بينت ضعف الرواية ، وذكرت ثلاثة وقفات لم يذكرها - أخي الفاضل - واعتقد أنها في غاية الأهمية لاكتمال بحث الموضوع ، وهيّ على النحو التالي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى 0

يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0




وهذا ما قررته في المسألة كما بينته سابقاً ، والله تعالى أعلم 0

خامساً : ثم قال – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( وقد قمت بالاتصال بأحد المشايخ المعنين بأمر القراءة على الناس ، وهو صاحب باع طويلا في هذا الأمر ، وسألته عن هذه المسألة فأخبرني أنها ثابتة بالتجربة ، وذكر لي قاعدة في باب النفث ألا وهي : أنه يجوز النفث على المطعومات والمشروبات المباحة بصفة عامة 0 وقد سمع هذا الأمر من الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله . وسألته عن موضوع الملح بالذات فأخبرني أنه ثبت بالتجربة أن الملح يتأذى منه الجن . وقال لي أمرا غريبا ، أن السحرة عندما يفعلون السحر فإنهم يحذرون من يعطوه السحر أن لا يقربه الملح ) 0

قلت وبالله التوفيق : لا بد أن نعلم علماً يقينياً أن كافة المسائل المتعلقة بالرقية الشرعية وأحكامها نحتاج فيه للعودة إلى علماء الأمة العاملين العابدين ، ولا يجوز مطلقاً أن يكون المعالج مرجعاً في تقرير المسائل الشرعية ، إلا في حالة أنه متبحر بالعلم عالم به ، واختار أن يدخل معترك هذا الأمر كحال شيخنا العلامة الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) فقد مارس الرقية والعلاج وله باع طويل في ذلك ، وقد يستفاد من الإخوة طلبة العلم والمعالجين من أصحاب العلم الشرعي فيما يتعلق بالمسائل الحسية ، والخبرة والتجربة فهم أقدر في فهمها والتعامل معها من غيرهم ، ولذلك أعود فأقول بأن تلك المسائل تقرر ويفتى بها من قبل هؤلاء العلماء الأثبات ، ولذلك تجد هذا المعالج - وفقه الله للخير فيما ذهب إليه يحيل الأمر إلى أهله فيذكر أن العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ين باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله - قد أفتيا بجواز النفث على المطعومات والمشروبات المباحة بصفة عامة ، وقد علمت فيما بعد من أخي الكريم الشيخ ( عبدالله الزقيل ) أن ذلك الشيخ المعالج هو ( عبدالقادر بن عبدالله ) وهو أحد المعالجين بالرقية الشرعية وهو من طلبة العلم وله باع وخبرة طويلة في هذا المجال ، أحسبه على عقيدة صحيحة ومنهج قويم أحسبه كذلك والله حسيبه ، وقد تقصدت أن أذكر ذلك الكلام وفي هذا الموضع بالذات للمأساة التي نعيشها اليوم مع كثير من جهلة الرقية والعلاج ، وأصبح الواحد منهم يعتبر من نفسه ( شيخ الإسلام ) إن لم يزد على ذلك ، فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0

سادساً : ثم قال – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( أما التفصيل الذي ذكره أبو البراء في رش الماء والملح في الزوايا ، فقال عنه الشيخ : إنه من التوسع الذي لا دليل عليه ) 0

قلت وبالله التوفيق : يستوجب الأمر مني أن أوضح بعض المسائل الدقيقة المتعلقة بهذه الجزئية والتي ذكرها الشيخ ( عبدالله الزقيل ) نقلاً عن الشيخ ( عبدالقادر بن عبدالله ) وهيّ على النحو التالي :


1)- ذكر أن المسألة برمتها لا تتعلق بالجانب الشرعي التأصيلي الخاص بهذا العلم ، وكما علم فإن المسألة تتعلق بالجانب الحسي الخاص بالرقية الشرعية ، ومن هنا لو حصل توسع في الأمر فإنه محسوب للمؤلف وليس عليه ، حيث كما علم في العصر الذي نعيش فيه فقد حصل توسع اتسع فيه الخرق على الراقع من حيث الكيفية علاج البيوت المسكونة ، وتوسعوا في أمور يندى لها الجبين ومن ذلك : الإشارة على الزوايا أثناء الرقية ، ونحو ذلك من أمور أخرى 0


2)- من خلال تتبع قول العالم الجليل فضيلة الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) وهو من علماء الأمة العاملين العابدين – نحسبه كذلك والله حسيبه – وهو من أهل القياس والاجتهاد والاستنباط أقر ذلك الفعل كما نقل في الفتوى المذكورة آنفاً 0

والقصد أن الحكم في تلك المسائل يعود لأمثال هؤلاء العلماء ، ولا يمكن الحكم فيها من قبل طلبة العلم حتى لو عرفوا بالعلم والاستقامة ، والله تعالى أعلم 0

3)- المقصود من التوسع في هذه المسألة إيضاح الطريقة الشرعية والحسية في التعامل مع هذه الظاهرة والتي انتشرت انتشاراً ملفتاً للنظر في الآونة الأخيرة ، ومن هنا فنحن بحاجة لإيضاح الطرق الشرعية والحسية للناس ، كي يحذروا الخوض فيها عن طريق السحرة والمشعوذين والدجالين ، وبالتالي نغلق على هؤلاء وأمثالهم إخلال عقائد الناس وولوج العامة والخاصة بالكفر والشرك من حيث لا يدرون 0

هذا ما تيسر لي بخصوص التعقيب والتعليق على هذه المسألة فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله رسوله بريئان ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق أخونا الأخ والشيخ الفاضل ( عبدالله الزقيل ) لما يحبه ويرضاه ، وأن يرزقه الإخلاص في القول والعمل 0

بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 15-11-2010 الساعة 05:04 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة