عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:08 PM   #7
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي





لقد تكفل الله عزّوجلّ بحفظ
هذا القرآن العظيم
قال تعالى : ** إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ **
سورة الحجر 9

قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

ولهذا قال هنا :
** إنا نحن نزلنا الذكر **
أي : القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة،

وفيه يتذكر من أراد التذكر،
** وإنا له لحافظون **
أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله،

ففي حال إنزاله حافظون له من استراق
كل شيطان رجيم،
وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واسْتَودَعَه فيها ثم في قلوب أمته،
وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها
والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل،
فلا يحرف محرف معنى من معانيه
إلاّ وقيض الله له من يبين الحق المبين،

وهذا من أعظم آيات الله
ونعمه على عباده المؤمنين،

ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدواً يجتاحُهم . اهـ





" لا يشكُّ مسلمٌ أنّ القرآن
كتاب الله تعالى
محفوظٌ من الزّيادة والنُّقصان ،
وأنّ الله سبحانه تكفّلَ بحفظه وحمايته ، وكلُّ ما يدَّعيه خُصومُه
من زيادة أو نقصان ،
إنَّما سببه إمّا الجهل بقواعد الشّريعَةِ
الحنيفة ، أو الافتراء الواضح ،
أو الاعتماد على أحاديث ضعيفة ،
أو عدم فهم ماهيّة الأمر ...

ولذلك يقول الإمام الطّبريُّ
رحمه الله تعالى : « أمّا الزّيادة في القرآن ، فمُجْمَعٌ على بطلانها ،
وأمَّا النُّقصان ،
فهو أشدُّ استحالة »

إلى أن قال :

المصحف العثمانيّ انتشر في الآفاق
وكثُرت نُسخُه في عهد عثمان وعليّ
حتى أنَّهُ لو أراد أَحدٌ إحصاءها
لما استطاع ،
فكيف بعددها في عهد الخلافة
الأموية ؟!
فلا شكّ أنَّهُ بَلغَ أكثر من ذلك ...

والتاريخ لم يذكر تناقضا بين المصاحف في العراق ، وبين المصاحف في غيرها .

والمعروف أن الحفظ لهذا الكتاب العظيم كما كان حِفظاً في المصاحف ،
كان حفظاً في الصُّدور .


جَمَعَ القرآن الكريم مَرَّ بثلاث
مراحل أساسيّة :

أ - الجمع النّبويُّ للقرآن الكريم :

لقد ثَبت بالدّليل القاطع أنّ
رسول الله صلَّى الله عليه وسلم
كان يأمرُ بكتابة القرآن الذي ينزل
عليه ، وثبت أنه كان له كُتّابّ
يكتبون الوحي .


ب - جَمْعُ أبي بكر رضي الله عنه :

وقد تَمَيَّزَ الجمع الذي قام به الصّدّيق
رضي الله عنه :

1 - أنّه اقتصر على ما ثَبت قرآنيّته
تواترا ، ولم تُنسخ تلاوته .

2 - أنَّهُ جُمِع بين دفّتي مُصحف واحد .

3 - أنَّهُ جَمعٌ رُتِّبتْ فيه الآيات والسُّور على ما كانت عليه التّلاوة في عهده
صلَّى الله عليه وسلم .

4 - أنَّهُ كان مكتوباً بشكل يحتمل القراءة بالأحرف السّبعة الّتي نزلَ بها القرآن .


جـ - جَمْعُ عثمان رضي الله عنه :

1 - اختار اللّجنة من المتقنين لحفظ
كتاب الله لضمان النّظام والتّرتيب والضّبط والحصر للآيات .


2 - جَعلَ أصل الجمع النُّسخة الموثّقة
الرّسميّةَ التي جمعها أبو بكر ..

3 - كانت اللّجنة لا تكتبُ شيئاً من القرآن إلَّا بحضرة حافِظِه ،
ويؤخرون ما كان صاحبه غير حاضر حتَّى ساعة حضوره .

4 - طَلَبَ عثمانُ رضي الله عنه أن يكتبوا
ما يتفقون عليه ،
فإذا اختلفوا في شيء منه عليهم
أن يكتبوا بلسان قريش
لنزول أغلب القرآن به .

5 - لم يكتبوا شيئاً إلَّا بعد عرضه أكثر من عَرضة ،
وبعد التّأكُّد أنَّهُ ممّا أُقِرَّ في العَرضَة
الأخيرة ،
فجرّدوا القرآن ممَّا ليس متواتراً .

ولا شكّ أنّ الخُطوات السّابقة تُمثِّلُ
أعلى ما وصل إليه مَنهج المحقّقين
المعاصرين من دقّةٍ وتحرير " .

نقلته من كتاب :
جهود الصّحابة في جَمع القرآن .
دراسة تحليليّة
( ص 328 - 360 ) .
لأحمد سالم .
باختصار شديد .




فكل حرف من القرآن نقله عددٌ
يستحيل تواطؤهم على الكَذِب
على مدار التاريخ
و لم يختلفوا في حرف واحد منه ، ولو حاول كائناً من كان أن يزيد
أو ينقص منه شيئاً
فإنه لن يتمكن من ذلك
ويفتضح أمره مباشرة فسرعان
ما ينكشف زيفه وتحريفه ،
حتى عند أطفال المسلمين ،
فضلا عن علمائهم وقرّائهم
لأنّ الله جلا وعلا تكفل بحفظ كلامه العزيز ،
بخلاف غيره من الكتب السماوية ،
التي لم يتكفل سبحانه وتعالى بحفظها بل وَكَلَ حفظها إلى غيره
فلم يحفظوها وضيعوها
فدخلها التحريف والتبديل .






حكى أبو عمرو الداني في
" طبقات القراء "
له عن أبي الحسن بن المنتاب ،
قال : كنت يوما عند القاضي
أبي إسحق إسماعيل بن إسحق ،
فقيل له : لِمَ جاز التبديل على أهل التوراة ولم يجز على أهل القرآن ؟
فقال القاضي :
قال الله عز و جل في أهل التوراة :
** بما استحفظوا من كتاب الله **
سورة المائدة 44
فوكل الحفظ إليهم ، فجاز التبديل عليهم ،
وقال في القرآن :
** إنا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون **
سورة الحجر 9

فلم يجز التبديل عليهم ،
قال عليٌّ : فمضيتُ إلى أبي عبد الله المحاملي ، فذكرت له الحكاية ،
فقال :
ما سمعت كلاماً أحسن من هذا » .

_ الموافقات للشاطبي
( 2 / 91 - 92 ) .






 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة