عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-10-2010, 07:45 PM   #4
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

Icon41 هل أصبح راتب الموظفة نقمة عليها؟؟!!

لقد كرم الإسلام المرأة ، ورفع من قدرها ، وكفل لها الحقوق التي انتزعتها منها الجاهلية العمياء ، كما رفع عنها جميع أنواع الظلم الذي عانت منه في تشريعات أخرى ، ويعتبر حق التملك ، وحرية التصرف في المال من أجل الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة ، قال تعالى : {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن** ، ولم يوجب عليها نفقة في بيت أبيها ، ولا في بيت الزوجية ،كما أباح لها العمل في الميادين النسائية ، كتعليم وتطبيب وتمريض بنات جنسها .

وقد انخرط كثير من النساء في العمل في هذه الميادين ، ودخلن سلك التوظيف ، غير أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة سولت لهم أنفسهم أمرا ، فأحدقت ببعض الموظفات عيون طامعة تتطلع إلى ما في أيديهن من رواتب ، ظنا من بعضهم أن المرأة ليست أهلا لتملك الأموال ، واعتقادا من آخرين أن المرأة لا يحق لها التصرف فيها ، واستغلالا من الجميع لضعف المرأة وقلة حيلتها .

ولعل في مقدمة هؤلاء الذين تشربت نفوسهم الطمع وسيطر على قلوبهم الحرص حتى غطى على بصائرهم : الأولياء والأزواج ، فاستخدموا في ذلك صورا من الأساليب والحيل الملتوية ، وإليك صورا من هذه الأساليب أذكرها على سبيل المثال لا الحصر :


أولا : يعمد الولي أو الزوج إلى الاستيلاء على بطاقة الحساب المصرفي الخاصة بالفتاة ، ثم يقوم بسحب راتبها نهاية كل شهر ، يأكل معظمه ، ويرجع لها ما فضل عن طمعه .

ثانيا : يقوم الولي باقتراض مبالغ ضخمة من البنك أو من جهة أخرى باسم ابنته ، قبل تزويجها ، لبناء بيت أو تزويج أحد اخوتها ، أو شراء سيارة ، إلى غير ذلك ، ثم يزوجها مثقلة بالديون ، وذلك ليضمن نصيبه - كما يزعم - من راتبها قبل لأن يحتكره الزوج ، مما قد يوغر صدر الزوج ، ويثور على هذه القضية ، فتبدأ المشاكل والقلاقل التي تكون ضحيتها الفتاة التي تعيش بين نارين ، نار الدين الثقيل ، ونار العداوة بين الزوج والأب ، فلا تدري من ترضي وإلى أي طرف تميل .

ثالثا : لا يكتفي بعض الأولياء ، بأكل مال ابنته قبل تزويجها ، بل يعمد إلى حبسها عن الزواج حتى يضمن استغلال راتبها دائما ، فيضيف إلى جريمته جريمتين كل جريمة أكبر من أختها ، جريمة حرمان البنت من الحياة الزوجية ، وجريمة دفعها إلى البغاء والعياذ بالله .

رابعا : يمتنع بعض الأزواج عن الإنفاق على الأسرة ، وتأمين متطلبات الضرورية للعائلة ، ليدفع الزوجة للقيام بذلك ، فتنفق مكرهة لا راضية .

خامسا : يشرك الزوج زوجته في جمعية معينة باسمه ، ويمنيها بإشراكها في مشروع يتفقان عليه ، فإذا خرج نصيبه من الجمعية دخل به في مشروع لنفسه ، أو بنى عقارا ، وسجله باسمه .



إلى غير ذلك من الأساليب التي لا تنم إلا عن عدم وجود رقابة لله أو إحساس بالمسؤولية ، أو حتى احترام لإنسانية هذه الفتاة التي أسكتها الخجل أو الاحترام أو قلة الحيلة ، وغياب لمعاني العطف والرحمة والحنان ، وعدم الاكتراث بالمسؤولية ، وقلة الوعي بمعاني التربية الحقيقية وثمراتها ، وجهل بحقيقة العلاقة الزوجية .

كما أن لقلة التوعية الدينية في المجتمع ، وتخاذل كثير من أهل الصلاح عن القيام بدورهم في المجتمع واشتغالهم بالمصالح الشخصية دور في انتشار مثل هذه المشكلات الاجتماعية .


ويبرر كل من الأزواج والأولياء موقفه بمبررات أوهى من خيط العنكبوت ، فالأب يبرر موقفه برغبته في استرداد ما أنفقه في تربية الفتاة !!!
إن المربي الصادق هو الذي يربي أولاده تربية يحرص فيها على استقامتهم وصلاحهم ليؤهلهم لخدمة المجتمع والسهر على مصالح الأمة ، محتسبا أجر ذلك عند الله تعالى ، وليست تربية الفتاة كتربية الفتاة الدابة التي تربى لتحلب أو تذبح يوما ما .

وأما الزوج فيبرر موقفه مصاعب الحياة ومتاعبها ، وأن تكاليفها صعبة ، ولو نظرت إلى أحوال أغلبهم ، لوجدتهم موظفين من الدرجة الثانية فما فوقها ، فإذا كانت الحياة صعبت على أمثال هؤلاء فماذا يقول الفقير ؟؟!!
ونحن لا ننكر أن وقت عمل الموظفة من حق الزوج والبيت ، فعليها له حقا من مالها ، ولكن لا يعني ذلك الاستيلاء على راتبها بالطرق الملتوية .


إن مثل هذه التصرفات ما هي إلا صور من أكل أموال الناس بالباطل ، هذا إذا لم تكن المرأة راضية بذلك ، ولا أخالها ترضى ، وليس الصمت المخيم على الفتيات دليلا على رضاهن بالوضع ، فليس السكوت علامة للرضا في كل شيء ، فلماذا لا تترك الفتاة وراتبها تتصرف فيه كما أباح لها الشرع تعطي أباها ما تريد وتعطي زوجها ما تشاء ؟؟!


ويتلخص حل مثل هذه الظاهرة بتوعية الآباء بالمعاني الحقيقية للتربية ، وعظم أجر المربي الناصح ، وتوعية الأزواج بالعشرة الزوجية الصحيحة ، وتبصيرهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم ، وإشعارهم أن مثل هذه الأموال لا بركة فيها ، بل هي مصدر شقاء في الدنيا وعذاب في الآخرة والعياذ بالله .


هذا من ناحية فكرية ، وأما من ناحية عملية ، فللفتاة المظلومة الحق في رفع أمرها إلى القضاء - خاصة في حالة حبسها عن الزواج - وعلى الجميع مساندتها في استرجاع حقوقها .



والسؤال الذي يطرح نفسه : أين دعاة تحرير المرأة ؟؟!! أما زعموا أنهم يدافعون عن حقوق المرأة ويسعون لرفع الظلم عنها ؟؟!!

والجواب : إن مثل هذه الحقوق لا تهمهم في شيء لأنها خارجة عن أغراضهم ، لأنهم لا يريدون من المرأة إلا أن تخرج من بيتها كاسية عارية تزاحم الرجال ، ليتلذذوا بها ، وتكون سلعة رخيصة في الأسواق .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة