عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-06-2005, 10:27 AM   #15
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ المكرم ( جند الله ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

نيابة عن الأخ الحبيب ( مشار 1 ) ، فإني أقدم لكَ الإجابة على سؤالك على النحو التالي :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن الحجاب ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب بدء الخلق ( 11 ) – برقم 3286 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال القرطبي : هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط ، فحفظ الله مريم وابنها منه ببركة دعوة أمها حيث قالت : ( وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) ( سورة آل عمران – الآية 36 ) ، ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى ) ( فتح الباري - 6 / 368 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( طعن صاحب " الكشاف " في معنى هذا الحديث وتوقف في صحته فقال : إن صح هذا الحديث فمعناه أن كل مولود يطمع في إغوائه الشيطان إلاّ مريم وابنها فإنهما كانا معصومين ، وكذلك من كان في صفتهما ، لقوله تعالى : ( إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ) سورة ص – الآية 82 ، 83 ) قال : واستهلال الصبي صارخاً من مس الشيطان تخييل لطمعه فيه كأنه يمسه ويضرب بيده عليه ويقول : هذا ممن أغويه 0 وأما صفة النخس كما يتوهمه أهل الحشو فلا ، ولو ملك إبليس على الناس نخسهم لامتلأت الدنيا صراخاً 0 انتهى 0
وكلامه متعقب من وجوه ، والذي يقتضيه لفظ الحديث لا إشكال في معناه ، ولا مخالفة لما ثبت من عصمة الأنبياء ، بل ظاهر الخبر أن إبليس ممكن من مس كل مولود عند ولادته ، لكن من كان من عباد الله المخلصين لم يضره ذلك المس أصلاً ، واستثنى من المخلصين مريم وابنها ، فإنه ذهب يمس على عادته فحيل بينه وبين ذلك ، فهذا وجه الاختصاص ، ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما من المخلصين 000
وقد أورد الفخر الرازي هذا الإشكال وأجمل الجواب أن الحديث خبر واحد ورد على خلاف الدليل ، لأنَّ الشيطان إنما يغوي من يعرف الخير والشر ، والمولود بخلاف ذلك 00 الخ 0
والجواب عن إشكال الإغواء حاصله أن ذلك جعل علامة في الايتداء على من يتمكن من إغوائه والله أعلم ) ( فتح الباري - 8 / 268 ) 0

قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات : ( فقد أثبتت هذه الأحاديث أن الشيطان له تأثير على أجسام الإنس ، وذلك بدفع الشيطان للولد ، وطعنه ساعة الولادة بحيث يصرخ من ذلك ، وأن ذلك يعم كل مولود كما يدل عليه قوله عليه السلام ما من مولود 000 ) ، وقوله : ( كل إنسان تلده أمه 000 ) ، ولم يستثن من ذلك الدفع والطعن إلا عيسى ابن مريم عليه السلام وأمه ، استجابة لدعاء أم مريم ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 309 ) 0

قلت : تنوعت الأحاديث التي تدل بأوضح بيان على التأثيرات التي قد يحدثها الشيطان ويستطيع من خلالها أذية الإنسان ، وكافة تلك التأثيرات تؤخذ على ظاهرها حقيقة لا مجازا ، وهي أمور حسية واقعة بكنه وكيف لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، ومن هذه التأثيرات طعن الشيطان في جنب بني آدم حين ولادته ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : " حين يولد " والمقصود من الحديث أن الطعن يحصل عند الولادة ، وغلبة الظن أنه يحصل قبل خروج المولود لهذه الحياة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : " ذهب يطعن فطعن الحجاب " ومعنى الحجاب هو المشيمة المحيطة بالجنين التي تحميه وتحفظه بإذن الله تعالى ، قال الحافظ بن حجر في الفتح " فطعن في الحجاب " أي في المشيمة التي فيها الولد ( 6 / 470 ) ، " وقول الحافظ " المشيمة التي فيها الولد " دليل على أن الطعن يحصل حين مرحلة الولادة وقبل خروج الجنين لهذه الحياة ، بدليل وجود الولد داخل المشيمة وليس خارجها كما أشار لذلك الحافظ بن حجر ، وهذا يدل على أن الشيطان يستطيع النفاذ لباطن الأم وأن يحدث مثل هذا التأثير الحقيقي من خلال الطعن بالإصبع وبكاء المولود نتيجة لمثل ذلك الفعل ، وهذا الأمر يعم كل مولود كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود 000 ) ، وقوله : ( كل إنسان تلده أمه 000 ) ، ويدل كذلك على أن الطعن الوارد في الحديث طعن حقيقي لا مجازي يحدث أثرا وتأثيرا وهو ابتداء التسليط من الشيطان ، وعموما فإن الحديث يدل على نفاذ الشيطان لباطن الإنسان وتأثيره وإيذائه له ، ومن هنا لا يستبعد أن يحدث أي تأثيرات أخرى كالمس والصرع ونحو ذلك من أمور أخرى والله تعالى أعلم 0

قال الشيخ علي بن حسن عبدالحميد - بعد أن ساق الأدلة الصحيحة لإثبات الصرع والمس : ( فهذا تأثير زائد على مجرد الوسوسة ، متعد إلى الإيذاء البدني ، فماذا يقول منكروا المس والصرع ؟! هل يؤولون ويعطلون ؟! أم هل يردون وينكرون ؟! أم هل سيستجيبون ويرجعون ؟! ومن أعياه شيطانه عن القناعة بالأدلة كلها مجتمعة ، فصارت عنده مرفوضة ممتنعة ، مسربا إليها شبهاته ، وممررا عليها آهاته وآفاته 000 لتكون خاتمتها عنده ردا ، ونهايتها في ذهنه صدا 000 فإني ناصح أمين : أن يأتي إلى بعض الصالحين، ليقرأ عليه آيات من الكتاب المبين ، ( فلعله ) من الممسوسين ، أو الملبوسين ( ! ) 0 ولا عدوان إلا على الظالمين ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – باختصار – ص 139 – 140 ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مع تمنياتي لك بالصحجة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة