عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-07-2007, 01:30 PM   #20
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

الحـــــــــــلقة الثامنـــــــــــــــــــــة



و- ( إنَّ مع العسرِ يسراً ) :
مما يبعد الضيق والحزن،والاكتئاب،ويخفف الهموم والآلام : علم المؤمن : أن فرج الله تعالى قريب،ونصره آتٍ لا شك فيه،وأنَّ بعد الضيق الفرج ، وبعد العسر يسراً ،وبعد الشدة الرخاء .. وهذه سنةٌ ربانيَّةٌ قدَّرها الله في إرادته الكونية .


قال الله عزَّ وجلَّ : ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)سورة الطلاق،الآية:7 .
يخبر الله سبحانه في هذه الآية أنه سيجعل بعدَ كلِّ عسرٍ يسراً ، وبعد كلِّ شدَّةٍ رخاءً وسَعةً ، وهذا وعدٌ حقٌّ منه سبحانه لا يخلفه.
ويقول سبحانه في كتابه الكريم : ( فَإِنَّ مَـعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) سورة الشرح، الآية:5-6 .

فالمؤمن في هذه الدنيا من أوسع الناس أملاً،ومن أكثرهم تفاؤلاً ،وأبعدهم عن التشاؤم والضجر والقنوط؛لعلمه أنَّ الفرج قادم ، والنصر متحقق من الله لعباده المؤمنين .
يقول سبحانه الكريم: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) سورة يوسف،الآية:110 .

ويقول ربي جلَّ في علاه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)سورة البقرة ، الآية: 214 . فالنصر لعباد الله المؤمنين ، والفرج بعد الهموم والأحزان وعدٌ من الله سبحانه، ووعده حقٌّ لا يُخلف( .. يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)سورة الروم،الآية : 5-6.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يا غلام: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ ، فقلت: بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك ،تعرَّف إليه في الرَّخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ، قد جفَّ القلمُ بما هو كائن ، فلو أنَّ الخلقَ كلّهم جميعاً أرادوا أنْ ينفعوك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،وإنْ أرادوا أنْ يضروك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،واعلم : أنَّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأنَّ النَّصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفـرجَ مع الكرب ، وأنَّ مع العسر يسراً ) .
يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله -في جامع العلوم والحكم (197-198): (من لطائف أسرار اقتران الفَرَجِ بالكرب،واليسر بالعسر: أنَّ الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى ، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ،وتعلق قلبه بالله وحده -وهذا هو حقيقة التوكل على الله-وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج؛فإنَّ الله يكفي من توكل عليه ،كما قـال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) سورة الطلاق،الآية:3.


ومما يروى عن الشافعي أنه قال :
صبراً جميـلاً ما أقرب الفرجا.... من راقبَ الله في الأمـور نجا
من صـدقَ الله لم يــــــنله أذى.... ومن رجـاه يكون حيــث رجا


وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني :
إذا اشتملت على اليأس القلوبُ.... وضاق لما به الصـدرُ الرحيبُ
وأوطأتِ المـكارهُ واطمــــــــأنتْ.... وأرستْ في أماكـنها الخطوبُ
ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجـــــهاً.... ولا أغـنى بحيـلتـــــــه الأريـبُ
أتاك على قـــــــــنوطٍ منكَ غوثٌ.... يمن به اللطيفُ المستــــــجيبُ
وكـــــلُّ الحــــــــادثاتِ إذا تناهتْ.... فموصـولٌ بها الفــــرجُ القريبُ

وقال آخر :
ولربَّ نازلةٍ يضـيقُ بهـا الفتى.... ذَرعـاً وعندَ اللهِ منها المخرجُ

كَمُلَتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتها.... فُرِجتْ وكانَ يظنُّـــــها لا تُفرَجُ


وأمَّا عـلاج الاكتئاب الـدوائي الطـبيُّ :

فيتمثل في العلاج الجماعي، والعلاج الفكري المعروض في طريقة التفكير، وقد يفيد العلاج بالأدوية .
ويستخدم أحياناً العلاج بالكهرباء، وهذا النوع فعال جداً ، وخاصة في حالات الاكتئاب الشديد، وله مفعول أسرع من الأدوية.

وكتب : أبو عبد الرحمن حسن بن محمد اليوسف .
الأحد/ الأول من شهررجب / سنة 1428
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة