عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-05-2005, 04:56 PM   #3
معلومات العضو
جند الله
عضو موقوف

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل (بو سعود)

بارك الله فيك وفيما أفضت به، طبعا نا لا أختلف معك في الأصول الثوابت المتعلقة بالحجامة وفوائدها، ولكن اسمح لي أن ننبحث ونناقش الحجامة من وجهة نظر عملية تطبيقية، في ضوء فهم أوسع واشمل لخصائص قدرات الجن، وحيلهم وألاعيبهم، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما مدى إيجابية الحجامة وسلبيتها في مواجهة الشيطان باعتباره جن؟

أنا قمت قبل استخدامي الحجامة بدراستها شموليا، من الجهة الطبية والفسيولوجية والعضوية والتشريحية، ولكن الفارق كان بيني وبين المعالجين أنني لم أنحي جانب قدرات الجن في اي تقنية استخدمتها، سواء الحجامة او غيرها، وللأسف أن أكثرنا يقع في خطأ هذا التجاهل بشكل متعمد أو غير متعمد، على أي حال فحتى نستطيع التقارب في وجهات النظر إذا يجب أن نعيد دراسة الأمر في ضوء قدرات الجن، وأنا استسمحك في ان تشاركني وجهة النظر هذه حتى نصل إلى نقطة التقاء.

النبي صلى الله عليه وسلم احتجم قبل ان يعرف أنه مصاب بسحر، لأنه لما عرف بالسحر لم يثبت أنه عالجه بالحجامة ولكن عالجه باستخراج أمر التكليف وبالمعوذات حسب النصوص الصحيحة الثابتة، إذا فاستخدامه الحجامة هنا له أسباب أخرى خلاف علاج السحر، وهذا يضع احتمال أنه تعامل مع أعراض السحر باعتبارها أعراضا عضوية وليست متعلقة بالسحر، ومن هنا لا يثبت لنا أن استخدامه صلى الله عليه وسلم للحجامة الرطبة الحجامة كان من أجل علاج السحر، وبالتالي فالنص المستشهد به لم يكن تشريعا، بل النص هنا يثبت توافق زمني بين إصابته بالسحر، وبين تعاطيه الحجامة كوسيلة علاجية لما كان يظنه مرضا عضويا، فلما لم تجدي الوسائل الحسية استفتى ربه فأفتاه، ثم جاء العلاج ليس بالحجامة ولكن بأساليب أخرى، إذا فاستخدام الحجامة الرطبة يعد على هذا أمرا اجتهاديا عرضة للإصابة أو للخطا، وبالتالي هو بحاجة للبحث والدراسة قبل الشروع فيه.

وانت تعرف أن الحجامة هي سنة إقرار لوم تكن سنة ابتداء، فالحجامة كانت معروفة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأقرها، إذا فكون النصوص الشعرية لم تورد ذكر الحجامة الجافة فهذا لا يمنع بكل تأكيد وجودها في ذلك الزمن، ولكن النصوص الشرعية بالحجامة الرطبة تعتبر هنا تخصيص في علاج الأمراض العضوية، ولم يأتي نص واحد يعضد القول بأن العلاج بالحجامة الرطبة علاج للأمراض الجنية، وقد سبق وبينت لفضيلتكم القول في النص السابق، وأنه لا يدخل في عداد التشريع هنا، لأنه لم يربط بين السحر وعلاجه بالحجامة صراحة.

إذا نخلص إلى أن استخدام الحجامة بوجه عام في علاج الأمراض الجنية و أمر اجتهادي بحت، وليس أمرا تشريعيا، وهو بالتالي خاضع للدراسة والبحث والتجريب، وللصواب والخطأ، طبعا كل ماذكرته فضيلتكم من فوائد للحجامة لا أخالفكم فيه من الوجهة النظرية، أما من الجهة التطبيقية فالأمر مختلف ولي فيه تفصيل:


أولا: أنت عرف تماما قدرة الجن على نقل السحر من مكان إلى الآخر في سرعة فائقة داخل الجسد أو خارجه، والنتيجة أنك تضع الكأس في مكان، بينما يفر الجني بجزء أو أكثر من السحر إلى مكان آخر داخل الجسم، إذا فتحديد موضع الحجامة يعتبر متنقل غير ثابت، وهذا له حلول وليس حل واحد.

ثانيا: الجن قادر على تكوين أسحار فرعية جديدة في لحظات، أخرج السحر من هنا ويدخل هو سحر جديد من هنا، إذا أنت لم تعالج السبب الحقيقي في استقرار السحر داخل الجسم، ولكن تخلصت من نتيجة هذا الاستقرار.

ثالثا: الأسحار هذه ما هي إلا مخلفات ونفايات عضوية داخل جسم المريض ودمه، ومعروف من علم وظائف الأعضاء أن الجهاز الليمفاوي مسؤول عن تصريف هذه النفايات من الدم، وأن تعطل الجهاز الليمفاوي يتسبب في ركون هذه المخلفات وغيرها، غذا فتعطل الجهاز الليمفاوي عن العمل هو السبب في استقرار المخلفات وإمكان وضع الجديد بعد شفط القديم خارج الجسد.

رابعا: إذا المطلوب الآن هو إعادة تنشيط الجهاز الليمفاوي، حتى يقوم بالتخلص ذاتيا من هذه الأسحار، وأن يشكل نشاط الجهاز الليمفاوي وعمله بكامل طاقته في عدم استقرار الأسحار في مكانه، وبهذا الشكل يصير الدم غير صالح لتجميع مكونات سحرية جديدة، إذا فالهدف من الجامة هو تنشيط الجهاز الليمفاوي وهو سيقوم تلقائيا بتنظيف الدم وتحقيق عنصر الأمان المفقود ضد أي تجديد موضعي للسحر.

خامسا: الحجامة بوجه عام تنشط الجهاز الليمفاوي، وتعيده إلى سابق عهده بعد أن سيطر عليه الجن بقدراته الخاصة.

سادسا: الجامة أنواع جافة رطبة منزلقة، فأي الأنواع هي الأصلح؟ سؤال مهم جدا، يجب ان نحدد أي نوع هو الأصلح في الاستخدام، إذا لا بد أن نكون حيادين الآن لنبحث الأمر بواقعية بعيد عن التعصب والتمسك بالمألوف، هذا لصالح المرضى، وللأممانة المحمولة على عاتقنا.

1_ الحجامة الرطبة يتخلص المعالج من الدم إما برميه في القمامة أو في الحمامات، طبعا هذه الحشوش محتضرة، وانت تعلم أهمية الدم بالنسبة للسحرة من الجن قبل الإنس، فيقوم الجن بعمل أسحار خارجية جديدة، وبالتالي يعودوا إلى الجسم أقوى مما كانوا.

2_ حتى لو تخلص الحجام من الدم المسحور بحرقه فالبخور والدخان هذا سيساعد الجن أكثر لأنه من طعام الجن.

3_ لا تستطيع تكرار الحجامة على نفس الموضع إذا كان له ضرورة لتكرارها، خاصة إذا كان هناك التهابات في الجلد وما غير ذلك، بينما الحجامة الجافة ليس فيها اي ضرر من تكرارها، خاصة وأن الجهاز الليمفاوي بحاجة لتكرار الحجامة على نفس الموضع عدة مرات.

4_ هناك أماكن حساسة في الجسم لها أهميتها في التخلص من السحر، وقد تكون جديدية بالنسبة لك كحجام، مثل حلمة الثدي عند النساء، وقد تندهش لهذا الكلام، فأقول لك لا تندهش، الجن يا أخي الحبيب يتجمع في القنوات اللبنية الموصلة بين الغدد اللبنية وبين حلمة الثدي، والناتج عبارة عن إفرازات بنية وحمراء وبيضاء وشفافة ورمادية، راجع هذا الكلام في كتب الطب ومع الأطباء ستجده معروف لديهم حرفيا، ولا يعلمون تفسيره وعلاجه، الحجامة الجافة تخرجه، ويعود الثدي لضخ اللبن، بعد تطهيره من اللبن الراكد وذو الرائحة الزفرة والكريهة، طبعا لا تستطيع إجازة عمل حجامة رطبة على الحلمة، وهي عضو حساس خاصة في المرضعات على وجه الخصوص.

سأكتفي بهذا القدر لضيق الوقت.

في واقع الأمر لي أبحاث ودراسات في هذا الشأن لم يخرج منها شيء بعد، لأني كما ذكرت مع شيخنا أبو البراء فالعقول لن تستوعب هذه الأبحاث، خاصة وأنها متعلقة بالغيبيات، لكن لنكن صرحاء ولا داعي لأن نتجاهل واقع الخبرة، فهذا له معاييره في استخدام الوسائل الحسية وإجازتها، وأنا ليس لدي شيء استحي أن أخفيه، كل ما لدي أقوله على الملأ برغم ما أواجهه من نقد لازع يهدم كل جهد وتعب السنين الماضة، وتعرضت لهزات عنيفة كثيرة تجاه معرفتي، ولكنني أقول كل شيء بصراحة ووضوح لأن العلم لا حياء فيه، وانا باحث وطالب علم، قد أخالفك في المألوف من استخدام الحجامة الرطبة، لكن هذا لا يمنع أن المريض بين أيدينا أمانة ومسؤولية مضمونة، وإذا كان الخوف والهروب من المسؤولية سيمنع حق من حقوق المريض، فإذا الموضوع كله برمته لا ضرورة له.


آسف أخي الحبيب أطلت عليك، بقدر ما اختصرت لك، فسامحني على الإطالة بارك الله فيك وفي انتظار تعليقك.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة