ومن القصص التي تبين انتقاد العرب الشديد ورفضهم لصفة البخل :
حُكي أن قريباً نزل ضيفا على أحد أقربائه الشعراء البخلاء..فلما رآه الشاعر قد اقترب من البيت تركه وهرب..مخافة أن يبقى الضيف بالدار فيضطر إلى إطعامه و تحمل نفقاته..فأخذ الضيف يبحث في ثنايا الدار عن طعامٍ يأكله..لكنه لم يجد شيئاً..فخرج الضيف و إشترى بعض الطعام من السوق..ثم عاد إلى منزل الشاعر و علق رقعةً عل الباب فيها هذان البيتان:
يَا أَيُّها الخارجُ منْ بيتهِ***و هارباً من شِدَّة الخَوفِ
ضيفُك قَدْ جَاءَ بزادٍ لهُ***فاْرجِعْ وكُنْ ضيفاً عل الضيفِ
وهذا يعكس ايضا اهتمامهم بفضائل الاخلاق :
قيل لاحدهم : أي الاشياء خير للمرء.
فقال : عقل يعيش به.
فقالوا : فان لم يكن.
فقال : فأدب يتحلى به.
فقالوا : فان لم يكن.
فقال : فمال يحسن به الى الناس يتحبب به اليهم.
فقالوا : و ان لم يكن.
فقال : اخوان يسترون عليه.
فقالوا : فان لم يكن.
فقال : فصمت يسلم به.
فقالوا : فان لم يكن.
قال : أما بعد ، فإن في موت مثل هذا راحة للعباد البلاد
أما عن اهتمامهم باللغة والنحو ومخارج الكلمات ، فقد كان كبيرا ولا شك ، وكانوا كثيرا ما يوبخون اذا أساء احدهم استخدام اللغة بنحوها وصرفها.
وكان اهتمامهم بالكلمة ، ينبثق من اهتمامهم بالادب... كيف لا ... والكلمة فعلا هي مادة الادب ؟؟
قدم على أحد النحويين ابن أخ له ، فقال له : كيف أبوك ؟ قال : مات
قال : و ما كانت علته
قال: ورمت قدميه
قال : قل قدماه
قال : فارتفع الورم الى ركبتاه
قال : قل ركبتيه
قال : دعني يا عم فما موت أبي ، بأشد علي من نحوك هذا ..
*******