عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:11 PM   #11
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي








قال تعالى : ** إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) **
سورة الحجر

قال الإمام القرطبي رحمه الله :

" قوله تعالى : ** إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون **

قوله تعالى :
** إنا نحن نزلنا الذكر **
يعني : القرآن .

** وإنا له لحافظون **
مِن أن يزاد فيه أو ينقص منه .

قال قتادة وثابت البُنانيّ :
حفظه الله مِن أن تَزيد فيه الشياطينُ باطلا أو تنقص منه حقا ;
فتولّى سبحانه حفظه
فلم يزل محفوظا ،

وقال في غيره :
** بما استحفظوا **
سورة المائدة 44 ،
فَوَكَلَ حفظه إليهم فبدّلوا وغيروا .

[ ثم ساقَ بسنده إلى ]
الحسين بن فهم قصة حصلت مع الخليفة المأمون ]

قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول :
كان للمأمون - وهو أميرٌ إذْ ذاك - مجلس نظر ،
فدخل في جملة الناس رجلٌ يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة ،

قال : فتكلم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون فقال له : إسرائيلي ؟
قال نعم .
قال له : أسلِم حتى أفعل بك وأصنع ، ووعده .
فقال : ديني ودين آبائي !
وانصرف .

قال : فلما كان بعد سنة جاءنا مُسلماً ،
قال :
فتكلم على الفقه فأحسن الكلام ;
فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون وقال : ألستَ صاحبنا بالأمس ؟
قال له : بلى .
قال : فما كان سبب إسلامك ؟
قال : انصرفت من حضرتك
فأحببت أن أمتحن هذه الأديان ،
وأنت تراني حسن الخط ،
فعمدت إلى التوراة فكتبت
ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة فاشْتُرِيَتْ مني ، وعَمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت ،
وأدخلتها البِيعَة فاشتُرِيت مني ،

وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث
نسخ وزدت فيها ونقصت ،
وأدخلتها الورّاقين فتصفحوها ،
فلما أن وجدوا فيها الزيادة
والنقصان رموا بها فلم يشتروها ;

فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ،
فكان هذا سبب إسلامي .

قال يحيى بن أكثم :
فحججت تلك السنة فلقيت سفيان
بن عيينة فذكرت له الخبر
فقال لي :
مصداق هذا في كتاب الله
- عزّ وجلّ - .
قال قلت : في أي موضع ؟
قال : في قول الله - تبارك وتعالى - في التوراة والإنجيل :
** بما استحفظوا من كتاب الله **
سورة المائدة 44 ،

فجعل حِفْظَه إليهم فضاع ،
وقال - عزّ وجلّ - :
** إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ** فحفِظَه الله
- عزّ وجلّ - علينا فلم يضع .

وقيل : ** وإنا له لحافظون **
أي لمحمد - صلى الله عليه وسلم -
من أن يتقوّل علينا أو نتقول عليه .
أو وإنا له لحافظون من أن يكاد
أو يقتل .
نظيره ** والله يعصمك من الناس ** .
المائدة 67 " .

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
( 10 / 8 - 9 ) .
ط : دار الكتَاب العربي
تحقيق عبد الرزاق المهدي .








قال تعالى : ** إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ** الآية

تفسير القرطبي - تفسير سورة الحجر -


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qort...ra15-aya9.html












 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة