إن الذين يتبنون هذه الفلسفة وتطبيقاتها في الغرب
لا يألون جهدا في إخفاء معالمها القبيحة
عن المبتدئين ، وينتهجون النهج الباطني في نشر مبادئهم الهدامة
لكل دين .
وقد ذكر الغزالي وصفاً للأساليب الباطنية وحيلهم
الممتدة عبر مرور الزمان ،
فجعلها على تسعة مراتب :
" الزرق والتفرس ، ثم التأنيس ، ثم التشكيك ،
ثم التعليق ، ثم الربط ، ثم التدليس ،
ثم التلبيس ، ثم الخلع ، ثم السلخ " .
والزرق : هو انتقاء المدعو إلى الضلال ،
والتأنيس : موافقة المدعو في أفعال يتعاطاها ،
والتشكيك : هز المعتقد والأحكام الراسخة وزعزعتها ،
والتعليق : تعليق الشكوك فلا يوجد لها إجابات
ومن ثم إخباره بأنها أسرار لا يطلع عليها
إلا الخواص ،
والربط : ربط المدعو من خلال الوعود الموثقة والأيمان المغلظة على إبقاء السر مكتوما ،
والتدليس : التدرج في البوح بالأسرار لئلا يفاجأ
المدعو بهول الباطل ،
والتلبيس : التقديم بالمقدمات الصحيحة مع التوصل إلى النتائج الباطلة ،
الخلع والسلخ : وهما خلع الشرع وسلخ الاعتقاد .
انظر : فضائح الباطنية : ( ص 29 - 37 ) .
ولا شك أن عقيدة وحدة الوجود التي تقوم عليها الفلسفة الشرقية دورا كبيرا في نسف أركان الإيمان، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 11 / 235 ) :
" وغاية حقيقة هؤلاء إنكار أصول الإيمان
بأن يُؤْمِن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
وحقيقة أمرهم جحد الخالق ،
فإنهم جعلوا وجود المخلوق هو وجود الخالق،
وقالوا : الوجود واحد ،
ولَم يميزوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع " . اهـ
للمزيد انظر كتاب :
التطبيقات المعاصرة لفلسفة الإستشفاء الشرقية
( ص 447 - 450 ) .
لـ د. هيفاء بنت ناصر الرشيد .
ط : وزارة الصحة / المركز الوطني للطب البديل والتكميلي / المملكة العربية السعودية .