قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
فلا بد في الإيمان من أن تؤمن أن محمدا
صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ،
لا نبي بعده ،
وأن الله أرسله إلى جميع الثقلين الجن والإنس فكل من لم يؤمن بما جاء به
فليس بمؤمن ;
فضلا عن أن يكون من أولياء الله المتقين ;
ومن آمن ببعض ما جاء به
وكفر ببعض فهو كافر ليس بمؤمن
كما قال الله تعالى :
** إنّ الّذين يَكفُرون بالله ورُسله ويريدون
أن يفرّقوا بين الله ورُسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقّا وأعتدنا للكافرين عذابا مّهينا * والّذين آمنوا بالله ورُسله ولم يفرّقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رّحيما **
ومن الإيمان به الإيمان بأنه الواسطة
بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه . وَوَعْدِه وَوَعِيده ، وحلالِه وحرامِه ;
فالحلال ما أحلَّهُ الله ورسولُه ،
والحرام ما حرمه الله ورسوله ،
والدين ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن اعتقد أن لأحد من الأولياء طريقا
إلى الله من غير متابعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر من أولياء الشيطان .
وأما خلق الله تعالى للخلق ،
ورزقه إياهم ،
وإجابته لدعائهم وهدايته لقلوبهم ،
ونصرهم على أعدائهم ،
وغير ذلك من جلب المنافع ودفع المضار ،
فهذا لله وحده يفعله بما يشاء من الأسباب
لا يدخل في مثل هذا وساطة الرسل .
_ مجموع الفتاوى ( 11 / 170 - 171 ) .
يتبع —————-