قصة حقيقية 😢(صورة من تواضع وزهد أهل القرآن) 🎙
ظننتُ أنه "خادم المسجد" حين كنت أجلس بين الناس في أحد مساجد دمشق وقد جاء إليّ ذو الستين عامًا، بلحيةٍ يكسوها الشيب، يحمل إبريق ماءٍ، وكأسًا نحاسيةً ممتلئةً عبَقًا.. فرفضتُ ضيافتَه لجهلي وصغر سني، فبقي واقفًا وهو يتمتم بسورة يس، فاستحيَيتُ منه، وشربت..
ضاق الذي بجانبي ذرعًا من تصرّفي، ونظر إلي نظرة لا تخلو من تعجّب، فأسرعتُ له بالقول:
(جزاه الله خيرًا، خدمة المسجد أشرف الأعمال)
فتبسم ضاحكا من جهلي وقال:
(هذا الذي سقاك الماء مقرئٌ حافظٌ جامعٌ للقراءات العشر متمكنٌ منها، ذو سند رفيع، وأديب شاعر، وخطاط ماهر، وفقيهٌ عالِم، يقصده طلاب العلم من أقصى الشام والعالم لينالوا شرف القراءة عليه، ألم تسمعبالشيخ شكري اللحفي!!)
.. فذُهِلتُ من قوله، وساد فيّ صمتٌ مُخزٍ، وبقِيَت عيني لا تفارق الشيخ وهو يسقي عشرات الناس حتى طلعت الشمس..
علامة الشام الشيخ المقرىء الفقيه الأديب الشاعر الزاهد شكري اللحفي صاحب كتاب تحفة العصر في القراءات العشر الصغرى و الكبرى و القراءات الشاذة يسقي الماء في مسجد رغم كبره في السن و عظم علمه فضلا عن إتقانه للغة الفرنسية والقيام بتدريسها .
سبحان الله.. بهذا أعزهم الله و رفعهم و من تواضع لله رفعه..
رحل الشيخ العالم شكري اللحفي وبقي حالُه واعظًا فينا لا يرحل !
رحمك الله يا مَن فَقَدَكَ التواضعُ والزهد والصفاء والقرآن والعلم ..
https://scontent.ffjr1-1.fna.fbcdn.n...cf&oe=5EEDF604