أختي العزيزة لطيفة
قد ينفق الانسان عمره ليكتشف ان لا محالة سيمر بالظروف الاليمة وتلك التي في قمة الألم ، كما سيمر بالظروف السعيدة وتلك التي في اوج السعادة
فلماذا نقضي ساعاتنا بالخوف من مؤلم قادم ، بينما كل شيء لا محالة قادم ؟
أحبي نفسك وعامليها على انها لا تستحق الا السعادة ولا تستكثري السعادة على نفسك
اسمحي لنفسك بالراحة دون اي حزن مبطن ، ولا تعتقدي انك لا تستحقين ذلك
ثم اننا نتكئ على لحظات السعادة ، لنستطيع مواجهة أي ألم محتمل ، فلماذا التفكير مسبقا بالآلام ، ولماذا لا ندع لكل شيء اوانه ؟
ان هذا تعذيب للنفس ، لظننا ان علينا ان نعاقب أنفسنا ، لأننا حساسون ، نتفاعل مع الاحداث السلبية بتوتر يفوق طاقتنا
ولأننا فقدنا الثقة في انفسنا ، وفي قدرتنا على اتقان اي شيء ، حتى الوصول الى السعادة
نحن نظلم انفسنا
السبب الجذري لهذه المشكلة ..هو اننا لا نحبّ أنفسنا
يجب هنا ان نبحث اذن حول السبب الحقيقي للحزن المبطن
لماذا لا نحب انفسنا ؟
هل أخطأنا في تصرف يوم ما بشكل مقصود او غير مقصود جلب لنا او لغيرنا الآلام ؟ بينما كنا نظن اننا نحسن صنعا ؟
هل توقعنا مسألة ما عملنا لها طويلا وتخيلناها أطول ، وفوجئنا بنتيجة تختلف كل الاختلاف عن توقعاتنا ؟ففقدنا الثقة في ان كل ما يحدث لنا لن تكون نتيجته الا سلبية ؟
هل خذلنا يوما احدهم برد فعله او رأيه ، حول تصرف ما كنا واثقين بأننا اتقنّاه بكل استطاعتنا ؟
فتّشي في طفولتك ودفتر ايامك
ابحثي كثيرا في ذكرياتك واعرفي السبب واهزمي عدوك الحقيقي الذي يحرّم عليك الراحة
قد تصلين الى المفتاح الحقيقي لهذا الحزن الذي يغلّف الأشياء ، وبعدها تتصالحين مع نفسك
عندما نحبّ أنفسنا ، سنقتنع اننا لا بد نستحق السعادة ، ولا نستحق الأذى