عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-10-2005, 09:17 AM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخوة الأفاضل أعضاء وزوار ( منتدى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

نتيجة لما ذكر من لغط في حق ( رابعة العدوية ) فيسرني أن أقدم هذا البحث الشامل الكامل عن حياتها وتفصيلات ذلك منقول من علماء الأمة الأجلاء ، دون النظر لما أشيع عنها على ألسنة العامة ، وإليكم ذلك البحث :

( رابعة العدوية )


البصرية ، الزاهدة ، الخاشعة ، العابدة المشهورة ، أم عمرو ، رابعة بنت إسماعيل ، مولاة آل عتيك .

مولدها وحياتها


قيل أنها أي ( رابعة ) مكناة بـ ( أم الخير ) ، البصرية ، الزاهدة ، الخاشعة ، العابدة المشهورة ، أم عمرو ، رابعة بنت إسماعيل العدوي ، مولاة آل عتيك ، ولدت في مدينة البصرة، ويرجح مولدها حوالي ( 100 هـ - 718 م ) ، وكانت لأب عابد فقير ، ومات الأب و ( رابعة ) لم تزل طفلة دون العاشرة. ولم تلبث الأم أن لحقت به. فوجدت الفتيات ( رابعة واخواتها ) أنفسهن بلا عائل يُعانين الفقر والجوع والهزال. فذاقت ( رابعة ) مرارة اليتم الكامل، دون أن يتركا والديها من أسباب العيش لها سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة( معيبر ) في إحدى أنهار البصرة 0 خرجت لتعمل مكان أبيها ثم تعود بعد عناء تهون عن نفسها بالغناء 0 وبذلك أطلق الشقاء عليها وحرمت من الحنان والعطف الأبوي 0 وبعد وفاة والديها غادرت رابعة مع أخواتها البيت بعد أن دب البصرة جفاف وقحط أو وباء وصل إلى حد المجاعة ثم فرق الزمن بينها وبين أخواتها، وبذلك أصبحت رابعة وحيدة مشردة.. وأدت المجاعة إلى انتشار اللصوص وقُطَّاع الطرق 000 وقد خطف رابعة أحد اللصوص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة من آل عتيك البصرية، وأذاقها التاجر سوء العذاب.. ولم تتفق آراء الباحثين على تحديد هوية رابعة، البعض يرون أن ( آل عتيق ) هم ( بني عدوة ) ولذا تسمى العدوية 0

ونقل البعض أن أسمها ( رابعة ) جاء بسبب ولادتها بعد ثلاث بنات ، ويعتقد بأن أسم ( رابعة ) يمت لدلالات رمزية ترد من الوضوح والتوسط كما في ( رابعة النهار ) ، ولا نستبعد أن يكون استرسالا من حظوة المربع والأربعة والتربيع و المرابع والربع (الجماعة) التي وردت في الثقافة العراقية ، ونجدها صريحة لدى الآشوريين في ( أربع أيل ) أو ( أربيل اليوم ) ، وهو ما يوحي بدلالات الاتزان والعدل والوسطية والاستقرار والتكافؤ ، التي تأخذها صفة المربع الهندسي 0 وما زال أسم ( رابعة أو ربيعة ) تطلق في العراق على النخلة إذا ارتفعت وطالت ولم تنل ثمارها 0

بدأت "رابعة" بحفظ القرآن والعبادة والتهجد في الليل ، واختلفت الآراء حول طبيعة حياتها، وقيل أنها عاشت حياتها بلا بيت ، وبلا مال ، وبلا زواج ، غير أنه يبدو أن رابعة كانت مولاة 0

* قال خالد بن خداش : ( سمعت رابعة صالحاً المريّ يذكر الدنيا في قصصه فنادته : يا صالح ، من أحب شيئاً أكثر من ذكره ) 0

* وعن بشر بن صالح العتكي قال : ( استأذن ناس على رابعة ومعهم سفيان الثوري ، فتذاكروا عندها ساعة ، وذكروا شيئاً من الدنيا ، فلما قاموا قالت لخادمتها : إذا جاء هذا الشيخ وأصحابه فلا تأذني لهم ، فإني رأيتهم يحبون الدنيا ) 0

* وعن عبيس بن مميون العطار، حدثتني ( عبدة بنت أبي شوال ) ، وكانت تخدم رابعة العدوية قالت : كانت رابعة تصلي الليل كله ، فإذا طلع الفجر فكنت أسمعها تقول : يا نفس كم تنامين ، وإلى كم تقومين ، يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا ليوم النشور ) 0

* وقال جعفر بن سليمان : ( دخلت مع الثوري على رابعة ، فقال سفيان : واحزناه ، فقالت : لا تكذب ، قل : واقلة حزناه ) 0

* قال ابن كثير : ( أثنى عليها أكثر الناس ، وتكلم فيها أبو داود السجستاني ، واتهمها بالزندقة ، فلعله بلغه عنها أمر ) 0

* وقال ابن كثير أيضاً : ( وقد ذكروا لها أحوالاً وأعمالاً صالحة ، وصيام نهار وقيام ليل ، ورؤيت لها منامات صالحة ، فالله أعلم ) 0

* قال أبو سعيد الأعرابي : ( أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة ، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها ، وقد تمثلته بهذا :

ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي00000000000000وأبحث جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس موانس 00000000000000 وحبيب قلبي في الفـؤاد أنيسي

فنسبها بعضهم إلى الحلول بنصف البيت ، وإلى الإباحة بتمامه 0

قلت – أي الذهبي - : فهذا غلو وجهل ، ولعل من نسبها إلى ذلك مباحيّ حلوليًّ ليحتج بها على كفره كاحتجاجهم بخبر : ( كنت سمعه الذي يسمع به ) .

( أنظر كتاب " نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي " – 2 / 635 وكتاب " والبداية والنهاية " لابن كثير – 10 / 186 ) 0

يقول الشيخ فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم في مقال له عن رابعة العدوية : بارك الله فيك أختي الداعية بالنسبة لـ " رابعة العدوية " 0

فقد قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وأما ما ذُكر عن رابعة العدوية من قولها عن البيت : إنه الصنم المعبود في الأرض ، فهو كذب على رابعة ، ولو قال هذا من قاله لكان كافراً يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل ، وهو كذب فإن البيت لا يعبده المسلمون ، ولكن يعبدون رب البيت بالطواف به والصلاة إليه ، وكذلك ما نقل من قولها : و الله ما ولجه الله ولا خلا منه ، كلام باطل عليها . انتهى كلامه – رحمه الله – 0

وقال الإمام الذهبي في السير : قال أبو سعيد بن الأعرابي : أما رابعة فقد حمل الناس عنها حكمة كثيرة ، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها . وهذا يؤكد على حقيقة كبرى طالما غفل عنها الشانئون وهي أنه ليس بين أهل السنة وبين خصومهم عداوة حتى يتقوّلوا على هذا أو على ذاك . بل ما قاله الخصم وثبت عنه رُد عليه وانتُقِد بسببه كما ردوا على ابن عربي الطائي الصوفي الحلولي الهالك . و لكنهم التمسوا العذر لمثل رابعة التي لم يثبت هذا عنها . كما أثنوا على الشيخ عبد القادر الجيلاني ، وإن كانت الصوفية ألصقت فيه ما ليس له . كما ألصقت الروافض بجعفر الصادق – رحمه الله – وقبله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ألصقوا فيهم ما ليس لهم وما هم منه براء . وعلى كُلٍّ : كل يؤخذ من قوله ويُردّ إلا محمد صلى الله عليه وسلم . كما قال الإمام مالك – رحمه الله – ) ( مقال للشيخ عبدالرحمن السحيم عن رابعة العدوية ) 0

ورد في " دائرة المعارف الإسلامية " ( المجلد التاسع-العدد 11 ص 440 ) : ( إن رابعة أقامت أول أمرها بالصحراء بعد تحررها من الأسر، ثم انتقلت إلى البصرة حيث جمعت حولها كثيرًا من المريدين والأصحاب الذين وفدوا عليها لحضور مجلسها، وذكرها لله والاستماع إلى أقوالها، وكان من بينهم مالك بن دينار، والزاهد رباح القيسى، والمحدث سفيان الثورى، والمتصوف شفيق البلخي". وتضيف دائرة المعارف الإسلامية : ( رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد زهاد ونساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق، يدفعها حب قوي دفاق، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده، وكانت طليعتهم أيضًا في جعل الحب مصدرًا للإلهام والكشف". وكانت متواصلة البكاء على فقدان الحبيب الوحيد "الله عز وجل" فقضت ترغب في الوصال معه. وعاشت ضياء نفس بين عتمة الأنفس، وزيت إيمانها كان يحترق في محرابها ثم زهدت وورعت وجاهدت نفسها و علمت قصدها ومارسته بسلوكها الإيماني بيقين تام ) ( دائرة المعارف الإسلامية - 9 / 440 ) 0

خاتمتها


خرجت "رابعة" من الحياة بعد أن بلغت الثمانين من عمرها، وكانت وفاتها في سنة ( 135هـ -751م ) ، ذكره ابن الجوزي في كتابه ( شذور العقود) ، وهو غير دقيق ، وقال غيره سنة ثمانين ومائة أو حتى سنة ( 185هـ- 801م ) وهو الأرجح ، وقبرها بظاهر مدينة القدس من شرقيه على رأس جبل يسمّى الطور وقد ذاقت البلاء ، وكانت ترى أنه لا راحة للمؤمن إلا بعد الموت على الإيمان ، وقد كفنت في جبة من شعر 0

مراجع لزيادة الفائدة : ( الأعلام - 3/ 31 ، أعلام النساء – 1 / 430 ، وفيات الأعيان - 2/ 285 ، شذرات الذهب - 1/ 193 ، البداية والنهاية 10/ 186 ، دائرة المعارف الإسلامية: مادة ( رابعة العدوية ) .

هذا ما تيسر لي أخوتي الأحبة بخصوص سيرة الخاشعة الزاهدة ( رابعة العدوية ) ، سائلاً المولى عز وجل أن يديم عليكم الصحة والعافية ، وأن يرزقكم الإخلاص في القول والعمل ، مع تمنياتي لكم جميعاً بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة