عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-03-2008, 04:14 AM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

Icon36 كَيْفَ تُصْبِحُ مُعَبِّراً (الدرس الثامن

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على افضل الخلق اجمعين و على آله و صحبه و ما تبعهم باحسنان الى يوم الدين:
اما بعد:

فللمعبّر آداب كما للعالم آداب و ما اولاهما الاّ جزء من الاخير فالتّعبير كما مرّ معنا فنّ شرعي مارسه النبي صلى الله عليه و سلم و من قبله الانبياء و المرسلون و من بعده صحابتة رضوان الله عليهم اجمعين و منهم المكثر و منهم المقلّ كلٌ على حسب استطاعته و قدرته....

و اذ كان ذلك كذلك فسوف يسمع المعبر كلاما لا يرتضيه من قبيح القول و اخواته...

فليكن شعاره الردّ بالحكمة حيث الحكمة و السكوت حيث الحكمة و ليُدرك ان للناس طبائع متفاوتة بحيث صنف لا ينفع معه غير الشدة و آخر لا ينتفع الاّ باللين و ميزان هذا التجربة و الخبرة و الهام...

فلربما اشقى خلق الله تكون الشدّة معه بمثابة تقوية و مساندة و لذا كان فرعون مصر من هذا الصنف لقوله تعالى (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه

فلا بدّ للمعبر ان يتحلّى بخصال الداعية من الحلم و الصبر و العفو...فكم سمعنا من شتائم القوم و لعناتهم سرا و علانية و نُسب الينا ما لم نتمنّاه يوما ما!!! بل ما كنّا نحاربه جهارا!!!

فكان عفونا و صبرنا دعوة الخلق الى هذه الخصال من دون ادنى جهد نقدّمه....و كنت اودّ ان يكون درسنا هذا اختبارا منّا لكم حول ما ندندن حوله و لكن خشيت ان تُفهم الامور على غير مرادها و تعود الينا بالمصائب و الويلات....

و لكن سوف نعود الى هذا بعد فترة....لنر _و خصوصا نحن بصدد تهيئة كوكبة جديدة من المعبرين الجدد_ اهلية من سيقلّد هذا الفن و يمارسه....

فليكن في خاطرة كل مشارك اننا سنمتحن صبره و حلمه و عفوه و الكمال و جمال التمام يكمن في عدم الافصاح و لكن خشية ما ذكرته آنفا جعلني اضع هذه المقدمة تمهيدا لما هو آتٍ....

مدخل:
عن خزيمة بن ثابت: ان اباه قال:
رأيت في المنام كأني اسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:
ان الروح لتلقى الروح ( و في رواية :اجلس و اسجد و اصنع كما رأيت) قاله لخزيمة بن ثابت و اقنع رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا (قال عفان برأسه الى خلف) فوضع جبهته على جبهتة النبي صلى الله عليه و سلم
و جاء بلفظ آخر...صَدِّقْ رؤياك
اخرجه النسائي و احمد و غيرهم و صححه الالباني تحت رقم 3262

فلحديثنا هذا معالم هامة لطالما سمعنا عكس ما يشير الينا من فعل والد خزيمة و من دون ضابط غير لا تحدّث بها حاسدا و لا جاهلا... فثابت رضي الله عنه لم يمنعه قصّ رؤياه امام معبر الهدى و هادي الافهام بله امام الملأ من اصحابه ليجعلها حديثا من بعده الى يوم القيامة...

فعندما امن فتنة الرؤيا و طهارة القلب من الرياء و العجب فجعلها حديث الناس و لذا لا ضير عليك اخي الرائي ان تفعل ما فعله ثابت بيد امنت فتنة الرياء و الكبر و اتخذت اذكار الصباح و المساء كوقاية من اعين الحسّاد....

ثم الرؤيا احيانا تكون على ظاهرها كرؤيا الخليل و هذه من تلك و لذا يستطيع المرء ان يجعلها صادقة ( و هنا سؤال الامتحان) متى يجعلها صادقة؟؟؟؟
و من ايّ صنف رؤياه؟؟هل هي رؤيا او حلم او تحديث نفس؟؟؟

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة