منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   اسئلة الرقية الشرعية المنوعة (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=31)
-   -   أسئلة هامة متعلقة بـ ( العقل الباطن ) و ( الوسوسة ) و ( حديث النفس ) و ( القرين ) ؟؟؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=2703)

عفراء 07-09-2005 02:50 AM

أسئلة هامة متعلقة بـ ( العقل الباطن ) و ( الوسوسة ) و ( حديث النفس ) و ( القرين ) ؟؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1- ماالفرق بين العقل الباطن والنفس ووسوسة القرين؟؟
2- هل الشخص نفسه يملك النفس المطمئة واللومة.....؟
3-هل هناك ملك موكل بالإنسان وكيف تشعر بحديثه وتفرقه عن حديث النفس هل فعلا مايأمرك بالخير هو الملك والشر هو الشيطان وأين دور العقل والنفس؟؟
4- هل الوسوسة مختصة بالقرين فقط أم أنه يمكن لكل الشياطين أن توسوس للشخص أم يعد ذلك مرض روحي؟؟
5-هل هناك مس أو سحر متوارث ؟
أعانكم الله وجزاكم خير الجزاء

عفراء 10-09-2005 05:57 PM

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟

المحب في الله 10-09-2005 10:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفراء

1- ماالفرق بين العقل الباطن والنفس ووسوسة القرين؟؟
2- هل الشخص نفسه يملك النفس المطمئة واللومة.....؟
3-هل هناك ملك موكل بالإنسان وكيف تشعر بحديثه وتفرقه عن حديث النفس هل فعلا مايأمرك بالخير هو الملك والشر هو الشيطان وأين دور العقل والنفس؟؟
4- هل الوسوسة مختصة بالقرين فقط أم أنه يمكن لكل الشياطين أن توسوس للشخص أم يعد ذلك مرض روحي؟؟
5-هل هناك مس أو سحر متوارث ؟
أعانكم الله وجزاكم خير الجزاء


اختي عفراء اسأل الله ان يمن عليك وعلينا اخوه واخوات في هذا المنتدي المبارك بالعفو والعافيه امين

اختي لامانع من السؤال عن ما اشكل عليك من حيث اسإلتك يتبين انك في مشكل عظيم مع هذا الشيطان من ناحية الوساوس فأنصحك اختي ان تتعاملى مع هذا العدو كمثل اعزك الله والأخوان اجمعين تعامل القافله مع الكلب دعيها تسير ودعي الكلاب تنبح ولا تنساغي إلى وساوسه وإن كانت على شكل اسإلة تدور في ذهنك وانصحك اختي بنصيحه واقسم بالله العظيم إن طبقتيها بحذافيرها وأخذتيها بحقها سيعافيك الله وفي مده قصيره فإن الله على كل شي قدير وبيده ملكوت السموات والأرض فإليك اختي نصيحتي نفعني الله وإياك بها

1 عند إشتداد الأمر عليك تتوضئين وتفرشين سجادتك وتصلين ركعتين لله وتجلسين في مصلاك
وتسبحين الله وتقولين
سبحان الله العظيم
سبحان الله عما يصفون
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
سبحان ربي الأعلى
والأهم في ذلك ان تستشعرين عظمة الله وتنزيهك له، وتتفكرين بخلقه وعزته وقدرته وانه يراك ويسمعك ، وهو خالقك ولن يكلك لنفسك طرفة عين استشعري وسوف يقذف الله في روعك السكينة والطمانينه والأنس به ، وسوف ترين ان مابك نعمة منه وفضل ان شرفك بهذه المناجات والحب والصفاء ، اختي اعلمي ان الله عظيم جل في علاه وانه لابد لنا من ان نقدم له اعظم ما عندنا من حب وصبر وتضحيه وإيمان فإن الله لايضيع اجر المحسنين وأسأل الله ان اكون وفقت لما فيه الخير لكي ولأخواني وازيدك برد الشيخ على احد المرضي بخصوص المرض هذا وإليك الرد .


http://www.ruqya.net/forum/images/qu...p-right-10.gif الكاتب الأصلي : أبو البراء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،


بخصوص سؤالك أخي الكريم ( وائل ) حول موضوع الوسواس الذي يعاني منه الأخ الكريم ، أولاً أعتذر لك عن التأخير بسبب ظروف قاهرة ، أما بخصوص سؤالك فقد كتبت حول هذا الموضوع في كتابي ( هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام ) عن أسبابه وعلاجه وإليك بعض ما ذكرته في الكتاب :

ابتلي بعض المسلمين اليوم بهذا الداء العظيم وهو الوسوسة ، ويعزى انتشار ذلك بسبب البعد عن منهج الكتاب والسنة ، ونتيجة لذلك حصل التخبط والضياع ، وغالبا ما يكون ذلك بسبب تسلط الجن والشياطين وتعرضهم للإنس لابعادهم عن خالقهم سبحانه وتعالى ، وتكون الوسوسة على عدة أوجه :

1)- وسوسة خارجية : إن المعاناة التي يعاني منها المريض والتي تتعلق بهذا الجانب تؤثر تأثيرا كبيرا على سلوكه وتعامله مع نفسه ومع الآخرين ، فتراه غير منضبط في سلوكه وتصرفاته ، ويشعر دائما بالنقص في شخصيته وقدراته ، ولا بد لمن يعاني من هذا الداء وعلى هذا النحو أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يهتدي بهدي رسوله صلى الله عليه وسلم لمعالجة ذلك الأمر الخطير ، وعادة ما يكون تأثير الوسوسة الخارجية على النحو التالي :

الوسوسة في العقيدة والدين :

* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : ( جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال : وقد وجدتموه قالوا : نعم 0 قال : ذاك صريح الإيمان ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان - برقم 209 ) 0

* روي في الصحيحين ( البخاري ومسلم ) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه ذلك فليستعذ بالله ولينته ) 0

* عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول : من خلقك ؟ فيقول : الله ، فيقول : فمن خلق الله ؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل : آمنت بالله ورسوله ، فإن ذلك يذهب عنه ) ( أخرجـه الإمـام أحمد في مسنده ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1542 ) 0

* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال الناس يتساءلون ، حتى يقال : هذا خلق الله الخلق ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل : آمنت بالله ورسوله ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – برقم 134 ) 0

قال النووي : ( أما معاني الأحاديث وفقهها فقوله صلى الله عليه وسلم : ذلك صريح الإيمان ، ومحض الإيمان معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان ، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك 0 وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه ، وأما الكافر فإنه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد 0 فعلى هذا معنى الحديث : سبب الوسوسة محض الإيمان ، أو الوسوسة علامة محض الإيمان 0 وهذا القول اختيار القاضي عياض 0
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن وجد ذلك فليقل : آمنت بالله وفي الرواية الأخرى ( فليستعذ بالله ولينته ) فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه 0 قال الإمام المازري - رحمه الله - : ظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها ، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها 0 قال : والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين : فأما التي ليست بمستقرة ولا أوجبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها ، وعلى هذا يحمل الحديث ، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة ، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل لا أصل له ينظر فيه 0 وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فأن لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم 0
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فليستعذ بالله ، ولينته ) فمعناه : إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه ، وليعرض عن الفكر في ذلك ، وليعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان ، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 316 ، 317 ) 0

ولطرد وسوسة الشيطان في الأمور الإعتقادية ، فلا بد من اتباع الوسائل التالية اقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

1- أن يقدم اليقين على الشك : وهذا لا يكون إلا لمن صحت عقيدته وأخلص لله توجهه ، وتمسك بحبل الله المتين والعروة الوثقى ، وابتعد عن المعاصي وحافظ على كل ما يقرب إلى الله عز وجل 0
2)- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، ولينته عن التفكير في تلك الأمور 0
3)- أن يقول " آمنت بالله ورسله " 0

الوسوسة في الصلاة :-

* عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى ، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم ، ثم يسلم ) ( متفق عليه ) 0

* عن عثمان ابن أبي العاصي - رضي الله عنه - قال : ( قلت يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذلك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ) ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام - برقم 2203 ) 0

قال النووي : ( أما خنزب فبخاء معجمة مكسورة ثم نون ساكنة ثم زاي مكسورة ومفتوحة ، ويقال أيضا : بفتح الخاء والزاي حكاه القاضي ، ويقال أيضا : بضم الخاء وفتح الزاي ، حكاه ابن الأثير في النهاية ، وهو غريب 0 وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عن وسوسته مع التفل عن اليسار ثلاثا ، ومعنى يلبسها أي يخلطها ويشككني فيها وهو بفتح أوله وكسر ثالثه ، ومعنى حال بيني وبينها أي نكدني فيه ، ومعنى لذتها ، والفراغ للخشوع فيها ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 358 ، 359 ) 0

ولطرد وسوسة الشيطان في الصلاة فلا بد من اتباع الوسائل التالية اقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
1)- أن يقدم اليقين على الشك 0
2)- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم 0
3)- التفل عن اليسار ثلاثا 0
4)- فإن عاد للوسوسة ، فعد لفعل ذلك 0
5)- إن لبس عليه يسجد سجود السهو 0
وكثير من الناس ممن يعاني من داء الوسوسة قد ابتلي بهذا الداء نتيجة البعد عن منهج الكتاب والسنة ، واقتراف المعاصي وحب الشهوات والغرق في الدنيا وملذاتها 0

قال الأستاذ شحاته زايد في كتابه " المس الشيطاني للإمام ابن الجوزي والإمام ابن القيم " :

ومن كلام ابن القيم قوله : ( بعد أن ساق كلامه – رحمه الله – حول كيد الشيطان في أمر الوسوسة حتى ألقى أصحابها في الآصار والأغلال وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال :
وأخذ يشككهم في الطهارة من الحدث الأصغر أو الأكبر ، فكلما تطهر الإنسان بعد الحدث وسوس له أنه لم يتطهر بما فيه الكفاية ، أو أن شيئا قد خرج منه بعد التطهر ( ريح مثلا ) ، فإذا توضأ شككه في الماء المتوضأ به فمن أين له بأنه طاهر ، فإذا لم يستجب له جعله يكثر من استعمال الماء ويطيل الوضوء ويعيده حتى تفوته الجماعة ، ولو اتبع هؤلاء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تمكن الشيطان وما داخلهم الشك في أفعالهم ) (المس الشيطاني – ص 36 ، 37 ) 0

2)- وسوسة داخلية عن طريق مس شيطاني :

* عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه- قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ،حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 أدنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0قال : فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي ، وقال : (اخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) - برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 ) 0

وكلا النوعين السابقين من أنواع الوسوسة يحتاج للآتي :

1)- العقيدة الصحيحة التي ترد وسوسة الشيطان ، وتحفظ الإنسان وتقيه من كيده وتربصه 0
2)- الاعتصام بالله سبحانه وتعالى ، واللجوء إليه والتضرع له بالدعاء والذكر 0
3)- المحافظة على تلاوة القرآن وحفظ السنة النبوية المطهرة 0
4)- الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

وأنقل كلاما جميلا لابن القيم - رحمه الله - يقول فيه : ( ومن كيده الذي بلغ به من الجهال ما بلغ : الوسواس الذي كادهم به في أمر الطهارة والصلاة عند عقد النية ، حتى ألقاهم في الآصار والأغلال ، وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيل إلى أحدهم أن ما جاءت به السنة لا يكفي حتى يضم إليه غيره ، فجمع لهم بين هذا الظن الفاسد ، والتعب الحاضر ، وبطلان الأجر وتنقيصه ) ( اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان - 1 / 197 ) 0

وقد تكلمت في كتابي ( الفواكة الدواني للطب النبوي والقرآني ) تحت عنوان ( طريقة علاج الوسوسة ) بإسهاب وإيضاح وتفصيل ، وينصح العودة لذلك وبالله التوفيق 0

قال الأستاذ زهير حموي : ( والوسواس على أنواع كثيرة منها :
1- الوسواس القهري أو اللاإرادي : وهو ما يتعلق بالسلوك اليومي ، والتردد في فعل أشياء تتكرر في حياة الإنسان ، كالتأكد أكثر من مرة من إغلاق باب البيت ، وهذا مجال بحثه في ( علم النفس ) 0
2- وسواس العقيدة وتلبيس الحق : وهذا الوسواس قد يتعرض له الإنسان في مرحلة من مراحل حياته ، أو نتيجة ظرف معين يمر به ، وهو من الشيطان 0
3- وسواس الطهارة : ومن أساليب الشيطان في الوسوسة التشكيك في الطهارة ، ومن مظاهر هذا الوسواس غسل الأعضاء في الوضوء أكثر مما نصت عليه السنة ، وإعادة الوضوء 0
4- وسواس الصلاة : ومن أساليب الشيطان في الوسوسة التشويش على الإنسان في الصلاة ، ومن مظاهر هذا الوسواس إعادة بعض الحروف وتكرارها في الصلاة ، وإعادة النية - مكانها القلب - وكثرة الشرود في الصلاة ، والسهو فيها ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – باختصار - 213 ، 216 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن رجل في العقد الرابع من العمر متزوج وله أولاد ، وكان يتمتع بصحة وعافية ، وقبل سنوات شعر بمرض وراجع كثير من المستشفيات المتخصصة ، وأجريت له فحوصات طبية أثبتت خلو الرجل من أية أمراض عضوية ، ومن ثم توجه الرجل للرقية الشرعية واستخدم الماء المقروء عليه والعزائم ولكن دون جدوى حسب قوله ، وأخيراً توجه للطب النفسي في المستشفيات المتخصصة ، وأشاروا عليه بأنه مصاب بالوسوسة ، فشعر الرجل بألم لما قاله الأطباء ، وأصبح يفكر كثيراً ، وأصبح كثير الجدل مع نفسه ، وقد تطورت الأعراض عنده واعتلّت صحته ، وفكر الرجل في تكذيب قول الأطباء ، وأصبح يعيش بين الوهم والحقيقة ، ويطلب الإرشاد والتوجيه من فضيلة الشيخ ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( هذه الوساوس من الشيطان تعترض الكثير من الناس حتى يشك في نفسه وفي دينه وفي إيمانه ، فالشيطان يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ، ولا شك أن العلاج الوحيد هو دفع تلك الوسوسة وإبعادها عن النفس حتى تريح نفسك وتستحضر أنك مؤمن بالله ، ومن المؤمنين ولست من الأشقياء ، ولم تعمل ما يوقع في هذا الشك والتوقف وأن الله تعالى لا يعاقب على حديث النفس ، ولا على الخيالات والتوهمات ، وقد وقع مثل هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ، وأمر من حظرت له هذه الوساوس أن يستعيذ بالله وينتهي عن ذكر هذه الأمور ويشغل نفسه بالعلوم النافعة المفيدة ، وقراءة القرآن بالتدبر ، وبكثرة ذكر الله وشكره ودعائه والاستغفار والتوبة والاستعاذة من الشيطان الرجيم ، وعليك بدفع هذه الوساوس كلما خطرت ببالك ، واعلم أنها من الشيطان يريد أن يشق عليك حتى تمل من هذه الحياة أو تشك في دينك وتكفر بربك ، فلا تطع الشيطان حتى ترجع إليك راحتك وطمأنينتك وحياتك الطيبة والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 272 - 273 – تاريخ الفتوى 23 / 4 / 1415 هـ ) 0

وكل ما ذكر يتعلق بالوسوسة في العقيدة والدين وعلاجه ما ذكرته آنفاً ، أما بخصوص ما ذكرته أخي ( وائل ) حول الوسوسة في المرض فهذا في غالب الظن يتعلق بمرض نفسي يطلق عليه الوسواس القهري ، وعلاجه يكون بالاعتماد والاتكال على الله والرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وكذلك مراجعة الطبيب النفسي الموثوق في علمه ودينه 0

سائلاً المولى عز وجل أن يشفي صاحبنا ، وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، إنه سميع مجيب الدعاء 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

عفراء 10-09-2005 10:29 PM

أخي الكريم المحب في الله أكرر شكري ودعائي لك بإذن الله في ظهر الغيب ولله الحمد أنا في خير عظيم وتقدم كبير من حيث الوسوسة وأكثر ما كان يرهقني هو وساوس الطهارة والصلاة ولكن ولله الحمد ثم بمساعدة الأخوة المشرفين وبخاصة الأخ الكريم معالج متمرس والأخ الفاضل ناصح أمين وكذلك شيخنا أبو البراء فبالعلم وبعد معونة الله تتخطى الوساوس إذا لم تكن مرضا وهذا حالي ولله الحمد ولكن هذه أسئلة عامة يسألها كل من حولك فهناك من يقول أن العقل الباطن هو الشيطان ( القرين ) ولا أعتقد ذلك وهناك من يقول ويقول ونحن نريد المعرفة الحق كل شخص يشعر بما أقول ونريد أن نعرف لاأكثر.

المحب في الله 11-09-2005 01:22 AM

الحمد لله
أسأل الله ان يوفقنا وإياك للعلم والعمل الصالح امين واشكر لك أختي عفراء سعت صدرك وتقبل النصح من أخوانك وأسأل الله ان يلبسنا وإياك لباس الصحة والتقوي والعافية امين
اخوك المحب في الله

أبو البراء 11-09-2005 08:42 AM

الأخت المكرمة ( عفراء ) حفظها الله ورعاها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

بخصوص أسئلتكم فتجدين الإجابة الشافية الكافية من خلال المقال التالي :

( العقل الباطن وعلم النفس )

يقول النفسانيون ان العقل اللاواعي ( الباطن ) هو مصدر الامور المنحدرة بالوراثة, ومصدر النزوع والميول والاستعدادات, والذوق والتوقع, والتطلع والاصداء التي تخلفها الحساسية وكذلك العادات المكتسبة والحركات العفوية, وانه يسجل الذكريات القديمة والجديدة ويحفظها ويكررها ويتحلى بها, اما تلقائياً وعفوياً, واما بتأثير خاص, واما استجابة لإرادة ملحة.

وبشكل واضح ان النفسانيين يقررون: ان العقل الباطن عقل متناقض من خلال المهام والواجبات الايجابية والسلبية التي نسبوها له :

أ- المهام الايجابية:

اولاً: ينفرد وحده بالنشاط اثناء النوم.
ثانياً: يزود النفس بالطاقة ويمهد للولع.
ثالثاً: يعمل كمستودع للمعرفة النظرية والمعرفة التجريبية.
رابعاً: يهيئ العقل الواعي الامكانات اللازمة.
خامساً: يرسخ سيطرة الفكر وسلطة الارادة عن طريق الجهاز العصبي.
سادساً: يتيح للنفس القدرة على الجهاد.
سابعاً: يحض النفس على اهمال الكسل وايثار النشاط.

ب- المهام السلبية:

اولاً: الامراض والمعاناة: اهمها (الهستيريا) هو مرض وظيفي يشمل: (الشلل والصرع والعمى والصمم وفقدان النطق والقيء المستمر والدوار... الخ) 0

ثانياً: مستودع لمركبات النقص ومركبات الغيرة ومركبات الحقد.. الخ.

ثالثاً: باعث على الكسل والتهرب من المسؤوليات , ذلك بتصنع الشعور بالتعب والمرض.

رابعاً: يحتفظ بالاصداء التي تخلفها الحساسية, ويظهرها احياناً بشكل اعراض مرضية جسمانية ونفسية, وبلا مبرر تشريحي او مرضي 0

كما ان النفسانيين يقولون ان ابحاثهم العلمية الحديثة اثبتت ان ما يحدثه العقل الباطن من امراض ومعاناة انما هي اعراض مرضية لا يوجد في الجسم تبدلات عضوية تبررها, فهي دائماً وابداً امراض عصبية وظيفية جسمانية او روحية وان هذا كله ناتج عن رغبة العقل الباطن للوصول الى غاية يتوخاها هو نفسه 0

العقل الباطن والشريعة الاسلامية:

ان الله تعالى خلق الانسان خلقاً بديعاً في الهيئة والقوام كما قال تعالى: "في احسن تقويم". وانعم عليه بعقل مبدع مستوعب وحواس في غاية الاتقان, وأحياه بنفس مدركة عاقلة ملهمة, قال تعالى: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها". فالإلهام: غاية المعرفة. (فتبارك الله احسن الخالقين) 0

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثلاً يبين فيه ان ليس في الجسد عضو سلبي يعمل نقيضاً لباقي الاعضاء بل ان الاعضاء كلها متكاملة متعاطفة في دفع الضرر الذي يطرأ على الجسد, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى", ولقد اثبتت الابحاث العلمية الحديثة, حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم البشري لمواجهة المخاطر حال الاصابة بالجرح او بالمرض, كما تم اكتشاف الخطوط الدفاعية والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال اصابة عضو من اعضائه, تلك الاستجابات تتناسب مع درجة معاناة العضو تناسباً طردياً فبقدر ما تكون شدة اصابة العضو يكون توجيه طاقات الجسم ووظائفه لمنع استفحال المرض اولاً, ولتحقيق الالتئام للعضو والشفاء ثانيا.

وهذا يحدث على وفق تسلسل وظيفي فسيولوجي يبدأ بإشارات تنبعث من مكان الاصابة لتنبيه ثلاثة مراكز في المخ. يليها تغيرات مهمة في تفاعلات الاستقلاب في وظائف الكليتين والرئتين والجهاز الدموي والجهاز المناعي لتوجيه طاقة الجسم ووظائف اعضائه لخدمة العضو المصاب. وقد اسماه الطب نظرية التداعي ( SYMPATHETIC ) فجاء الطب موافقاً لما اسماه النبي صلى الله عليه وسلم ( التراحم والتعاطف والتداعي ) , فأين هذا العقل السلبي الموهوم من التداعي ؟؟؟

من هنا نفهم انه لا يوجد في الجسد عضو او خلية تتناقض مع باقي الاعضاء والخلايا, من غير سبب طارئ 0

وعلم النفس يقول ان هنالك عضوا متناقضا داخل الجسد ونسب اليه مهام وواجبات سلبية وايجابية, كما نسب اليه امراض ومعانات ( امراض عصبية وظيفية جسمانية او روحية ) . أسماه العقل الباطن, وقد اكد ذلك الدكتور الفاضل ابو دنون بقوله: (والذي يتكلم وينطق ويخاطب هو العقل الباطن للشخص المريض) وبمناقشة منطقية عقلانية منطلقة من الاية الكريمة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سيرد من آيات نقول:

1- ان الاسماء لا تطلق الا على مسميات (موجودات) فعندما نقول عقل باطن, وان له مهام محددة, يتحرك الذهن ليتصور ان هنالك شيئا له كيان وشكل وحجم يميزه عن غيره من الاشياء. فلو سألنا من يتكلم بالعقل الباطن اين موقع العقل الباطن وما هو شكله وحجمه, وهل هو جزء من العقل الواعي وبأي طريقة يعمل? ولا جواب على هذا السؤال. والحق ان للإنسان عقلاً واحداً واعياً مدركاً مبدعاً لقول الله تعالى: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه", ولو كان كذلك لفسد الخلق, فسبحان الخلاق المبدع الحكيم.

2- ما يظهر مع بعض الناس من تصرفات او هلوسات تنسب الى العقل الباطن, فهي محيرة وغريبة عن تصرفات العقل الواعي حتى ان في بعض الاحيان يصل الى إلغاء العقل الواعي, وبذلك تلغى الشخصية الاصلية حيث يعلن المريض انه يمثل انساناً آخر يختلف كلياً عن شخصيته الاصل في النسب والاعتقاد والسلوك والمنطق والشعور. فكيف يعقل ان عقلاً غير واع لدى الانسان يهيمن على عقله الواعي ويفعل به كل هذا ؟

3- في بعض الحالات نرى ما يسمى بالعقل غير الواعي يؤثر على الاعضاء جميعها او بعضها فيصيبها بالشلل, وقد يستمر لوقت طويل, فكيف يتمكن العقل غير الواعي من ذلك? وكيف يمنع العقل الواعي من الاستجابة للاعضاء؟
4- قد نرى ما يسمى بالعقل غير الواعي يأتي بمعلومات غيبية او علوم او لغات لا يعلمها المريض, فمن اين اتى بها؟ وكيف يطلق عليه غير واع وقد اتى بعلوم ولغات حقيقية؟

5- ولنفترض جدلاً ان هناك للانسان عقلاً ثانياً (سموه ما تسموه) فهل يمكن لهذا العقل الذي يشترك مع العقل الواعي بمصدر موحد للمعلومات ان يحور هذا المعلومات الى صفات وخصائص كالتي سبق ذكرها, والتي احياناً تنتقص وتحط من صاحب العقل كتغيير دينه ومعتقده وجنسه احياناً ؟

إذن: لا بد ان العقل المتطفل هذا غريب ومستقل ودخيل على الجسد.

6- العالم وليم ماكدونال الذي عمل أستاذاً لعلم النفس بجامعة هارفارد ورئيساً للجمعية الرحانية بلندن, له مؤلف (التحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي) هاجم فيه الفهم القديم للعقل الباطن, ولعقدة اوديب, كما طالب بالاستعاضة عن العقل الباطن وعقدة اوديب (بالجسم الاثيري) او الروحي, فهذا العالم ليس مسلماً ولكن بمتابعاته ودقة ملاحظاته استطاع ان يشخص سبب التناقض على الجسد والامراض التي تنسب الى العقل الباطن, انما هي معاناة وامراض سببها الجسم الاثيري او الروحي كما قال 0

مع انه لم يستطع ان يحدد هوية هذا الجسم الاثيري او الروحي. عالم النفس والفلسفة الاميركي وليم جيمس والذي عمل مديراً لجامعة هارفر, قلب اراءه السايكولوجية رأساً على عقب, فوصف في مؤلف له عن ( مبادئ السايكولوجي ) قائلاً: انه مثل كتلة كريهة منتفخة متورمة تشهد ان لا شيء هنالك يسمى علم ( السايكولوجي ), ويقصد ان علم الروح ( الارواح ) قد حل محل ( السايكولوجي ). وهنالك الكثير من ال******ين والعلماء والباحثين من غير المسلمين ينسبون التصرفات والامراض والظواهر الغريبة التي تظهر مع بعض المرضى انما هي بسبب ارواح مشاغبة او ارواخ متسلطة عليهم او اجسام هوائية.

اقول: من تكون الاجسام الاثيرية, او الروحية او الارواح المشاغبة, او الارواح المتسلطة او الاجسام الهوائية? يمكن ان نناقش هذا الموضوع في بحث خاص.

فإذا سلمنا ان العقل الباطن محض افتراض, بما تقدم من ايضاح, فالاحتجاج على المعالجين بالقرآن (الرقية) من ان الذي ينطق على لسان المريض ويحدث تلك الامراض المنسوبة اليه, فهو احتجاج مخالف للشرع والعقل والمنطق بل هو مخالف لعلم الطب الانساني الحديث, حيث ان الطب المتخصص بوظائف الدماغ لا يقر بوجود عقل باطن لدى الانسان السوي.

وفي حالة رغبة جريدة الغد الغراء فنحن على استعداد لرفدها ببحوث في موضوع الظواهر الغريبة وخوارق العادات والامراض المحيرة التي تظهر مع الكثير من الناس سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين. لتنوير القراء الكرام حول حقيقة هذه الظواهر والامراض.

وأقول :
المعرفة الحقيقية بالشيء تقود الى الحلول السليمة.
وان التشخيص الدقيق للمرض يهدي الى العلاج الشافي )

( فوزي النعيمي – جريدة الغد - الأحد 11 ايلول 2005م 08 شعبان 1426 هـ) 0

أما بالنسبة لموضوع ( حديث النفس ) أو ما يسمى ( بالوسوسة ) :

فقد سئل المستشار ( نايف بن علي بن أحمد الحمد ) السؤال التالي :

أنا أعيش صراعاً شديداً مع نفسي فكل عملي أحس أن الرياء داخل فيه، وعند ذلك لا أقوم بالعمل وعندما لا أعمل أحس بحزن شديد على نفسي وخوفي من الرياء جعلني أبقى خلف الأسوار وما رأيكم هل أكمل دراستي للماجستير في العلوم الشرعية مع العلم إني أخاف من الرياء ومن العجب بالنفس، وثانياً قد لا أكون كفئاً للمسؤولية وان يكون همي السمعة ثم يتحول مقصدي من العلم إلى طلب الوظيفة وهل أخذ الراتب ينقص الأجر وهل أدعو إلى الله وإن كنت لست من أهل قيام الليل ولا من أهل الصيام؟.. وما هو كفارة الرياء؟.. وكيف لي أن أقي نفسي من الرياء مع كثرة تداعيات الشر والنفس الأمارة بالسؤال إلا ما رحم ربي وهل مدح الناس لنا والله أعلم بتقصيرنا يذهب فضل الأجر 0

فأجاب – حفظه الله – ( الحمد لله وحده وبعد: فبتأمل سؤال الأخ السائل يظهر أنه يعاني من بعض أعراض الوسوسة، والوسوسة: هي حديث النفس والشيطان بما لا نفع فيه ولا خير. (القاموس/748) والوسواس هو الشيطان، وقد أمرنا بالاستعاذة منه، قال تعالى: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ".

والشيطان لما لم يتمكن من منع المسلم من ترك العبادة وطلب العلم بالكلية دخل عليه من باب الوسوسة فيها، وذلك بكثرة تشكيكه فيها ليتوصل بذلك إلى حرمانه من نيل الأجر المترتب عليهما كاملاً والحديث عنها وعن آثارها طويل، ولكن نذكر أهم وسائل العلاج :

أولاً : قال تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب/21)، فالحق في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، وإن ما خالفه إنما هو من تسويل إبليس ووسوسته: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (فاطر/6)، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على طلب العلم وبيَّن فضل العلماء على غيرهم، فلو أنَّ كل طالب علم فعل مثل ما يفعله السائل لعمَّ الجهل بين الناس وضاع العلم.

ثانياً: لنعلم أنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيهم موسوس، فلو كانت الوسوسة فضيلة لما ادخرها الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم خير الخلق وأفضلهم، ولم يترك أحد من الصحابة طلب العلم خشية الرياء، بل المؤمن مأمور بطلب العلم ومدافعة الرياء بالإخلاص لله تعالى.

لذا عليك الإقدام على طلب العلم مع استحضار الإخلاص في ذلك، وأن تجعل نيتك من طلب العلم رفع الجهل عن نفسك والعمل به والدعوة إليه.

أما كفارة الرياء فقد جاء في حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبرك بقول يذهب صغاره وكباره أو صغيره وكبيره" قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: تقول كل يوم ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم " ( رواه أبو يعلي 58 والبخاري في الأدب 716 ورواه ابن أبي شيبة 6/70 وأحمد 4/403 من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ) ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

المستشار / نايف بن أحمد بن علي الحمد
المرجع / لها أون لاين 0

أما علاج الوسوسة والحديث عنها بالتفصيل فتجدينه من خلال الروابط التاليوة:

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=2161

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=2624

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=2190

أما بالنسبة للقرين فلا بد أن نعلم أن لكل إنسان قرينا من شياطين الجن. ومهمة هذا القرين إبعاده عن دينه وإغوائه. فالقرين يعرف أحوال مرافقه لأنه لا يفارقه إلا في حال واحدة حيث يخنس فقط أي يختفي ويتأخر وهذه الحالة هي عندما يذكر العبد ربه. فإذا غفل عن الله سبحانه، عاد فوسوس له. قال القرطبي في تفسيره: وسوسته هوالدعاء لطاعته بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت.( القرطبي 20/263). و وفي القرآن الكريم عدة أيات كريمة تثبت وجود القرين نذكر منهاقوله سبحانه:[ ومن يعشُُِ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانافهو له قرين] ( الآية 36 من سورة الزخرف). ومجمل ما جاء في التفاسير بخصوص هذه الآية أن من يعرض عن القرآن وعن عبادة الله يهيء له الله سبحانه شيطانايلازمه ولا ينفك عن الوسوسة والإغواء.

فالأمر كما يظهر أخيتي متشابك ، ولذلك ننصح كل من يتعرض لآر نفسية أو الوسوسة أن يعرض نفسه على معالج صاحب علم شرعي حاذق متمرس كي يوجهه الوجهة الشرعية 0

هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

عفراء 11-09-2005 06:25 PM

الشيخ الكريم أبو البراء بأي كلمات أشكرك وأي عبارات تصف بعض ماتقدمه وما تحتمله من جهد ووقت في الرد على تسأولاتنا ومانفكر وأسلوبك وردك وصبرك ولكن مثلك لاينتظر منا شكرا ولا جزاء وما نستطيع تقديمه هو دعواتنا لك بالتوفيق والبركة في النفس والوقت والمال والولد .

و أقول شيخنا الفاضل صدقني أنك وماتفعل تأسس جيلا مؤمن قوي وتساعد في بناء الأمة المسلمة ليست مجرد ردود وكلمات وإجابات نحن نحتاج أن نتعلم ونرد ونفهم فعلا نحتاج .

أعانك الله ووفقك.

عفراء 11-09-2005 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحب في الله
الحمد لله
أسأل الله ان يوفقنا وإياك للعلم والعمل الصالح امين واشكر لك أختي عفراء سعت صدرك وتقبل النصح من أخوانك وأسأل الله ان يلبسنا وإياك لباس الصحة والتقوي والعافية امين
اخوك المحب في الله


أخي الفاضل والكريم أنت من يستحق أبلغ الشكر لحرصك على مساعدتي وإبداء ملاحظاتك لعوني لمجرد شعورك من كتاباتي لنوع من معاناتي جزيت خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

أبو فهد 11-09-2005 07:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


أتقدم بالدعاء والشكر الجزيل للشيخ الفاضل أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني حفظه الله
وأخي الفاضل المحب في الله على تلك المعلومات القيمة كما أن الدعاء والشكر للأخت عفراء على تلك الأسئلة ... التي كانت سببا للحصول على تلك المعلومات .
والتمس العذر بالمشاركة والإدلاء بدولي حول تلك الأسئلة مع أنني ليس عندي جديد ولكن رغبتا في مشاركتكم ...
والسلام عليكم ،،،

ـــــــــــــــــــــــــــــ
العقل الباطن [

هل تذكر كم من المرات نسيت اسماً لشخص أو بلد أو مكان ولم تستطع تذكره . ولكنك فجأة وأنت منشغل بأمر آخر لا علاقة له بذلك الاسم ، تتذكره وكأن أحداً أخبرك به ؟
هل حدث أنه في مناسبات معينة يتعين عليك أن تستيقظ مبكراً في ساعة معينة على غير عادتك ، فإذا بك تنتفض من نومك قبل الموعد بدقائق وكأن أحداُ أيقظك ؟
هل حدث أنك كنت أمام مشكلة مستعصية لا تستطيع لها حلا ، فإذا بك بعد ساعات أو أيام أو أسابيع تجد الحل الذي كان غائبًا عنك فجأة ودون سابق إنذار ؟
هل تذكر كم من المرات كان ذهنك مشغولاً في مسألة وأنت تقود سيارتك في شوارع المدينة المزدحمة بالسيارات والمارة – عقلك منشغل في حل مشكلة في حل مشكلة من المشاكل ، أو في التخطيط لنشاط تجاري ، أو اجتماعي أو أدبي – وفي الوقت نفسه تسوق سيارتك بكفاءة وأداء لا غبار عليهما ؟
ماذا يحصل لديك عندما تمس يدك جسماً ساخناً . هل تبقى يدك تحترق حتى تدير رأسك لترى مصدر ما هو مصدر، أم أنك تسحب يدك قبل أن تفكر أو تفعل أي شيء آخر ، فتقول إنك سحبت يدك ( لا شعورياً )؟
ذلك هو العقل الباطن ، العقل اللا واعي ، أو اللاشعور ، سمّه ما شئت .. ولكن سنسميه العقل الباطن . العقل الباطن هو الذي أسعفك باسم الشخص ، أو البلد الذي نسيته . وهو الذي أيقظك من نومك على غير عادتك ، وهو الذي وهو الذي وجد الحل لمشكلتك المستعصية بعد أن أعطيته المشكلة ونسيتها . وهو الذي كان يقود سيارتك ، ويتحكم بيديك ورجليك وسمعك وبصرك وأنت ( عقلك الواعي ) منشغل بأمر لا علاقة له بالسيارة وقيادتها .
العقل الباطن هو الذي يقود أحاديثنا ، ورؤانا وافتراضاتنا وقناعاتنا أما العقل الواعي فهو الذي يصوغ حياتنا ومشاعرنا ، ونفسيتنا تبعاً لتلك الرؤى والافتراضات والقناعات .
العقل الواعي كالفلاح الذي يضع البذور في التربة والعقل الباطن كالتربة التي تحول البذور إلى ثمر بإذن الله .
العقل الواعي كقائد الطائرة التي يوجهها ويقودها ، والعقل الباطن كالمحركات النفاثة التي تدفع الطائرة وترتفع بها آلاف الأمتار . العقل الواعي يعمل في حالة اليقظة فقط ،أما العقل الباطن يعمل في حالة اليقظة والنوم ، فهو يعمل ليلاً ونهاراً بغض النظر عمّا يقوم به العقل الواعي .العقل الواعي يتعلق بالموضوع ويتعلق بالمنطق ، يدرك السبب والنتيجة ، ويتلقى معلوماته عن طريق الحواس ، ويقابلها بما هو مخزون في الدماغ من معلومات سابقة ، فيحلل ويركب ، ويستنتج ، ويستقرئ . أما العقل الباطن فهو يتعلق بالذات ، أي العالم الداخلي للإنسان ، وهو لا يفهم المنطق ، ولا يميز بين الخطأ والصواب ، إنما يعتبر كل ما لديه حقاً وصواباً ، ولا شيء غير ذلك . العقل الواعي هو الموجه والمرشد الذي يقبل الفكرة أو يرفضها ، أما العقل الباطن فهو المنفذ الذي يقوم بتحقيق ما أقره العقل الواعي. والعقل الباطن طاقة محايدة ، يمكن أن تغير حياة الإنسان نحو الأفضل ، أو نحو الأسوأ. و يمكن أن يقود صاحبه إلى الخير أو إلى الشر . وكل ذلك يعتمد على ما يستقر فيه.

آفاق بلا حدود
تأليف الدكتور/ محمد التكريتي
صفحة (207)]

ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابن كثير 4\516 ( سورة والشمس وضحاها ) وقوله تعالى ( ونفس وما سواها ) أي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة كما قال تعالى ( فأقم وجهل للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء أخرجاه < خ1359 م2658 > من رواية أبي هريرة وفي صحيح مسلم < 2865 > من رواية عياض بن حمار المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وقوله تعالى ( فألهمها فجورها وتقواها ) أي فأرشدها إلى فجورها وتقواها أي بين ذلك لها وهداها إلى ما قدر لها قال ابن عباس ( فألهمها فجورها وتقواها ) بين لها الخير والشر وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك والثوري وقال سعيد بن جبير ألهمها الخير والشر وقال ابن زيد جعل فيها فجورها وتقواها وقال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل قالا حدثنا عزرة بن ثابت حدثني يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت عليه الحجة قلت بل شيء قضي عليهم قال فهل يكون ذلك ظلما قال ففزعت منه فزعا شديدا قال قلت له ليس شيء إلا وهو خلفه وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون قال سددك الله إنما سألتك لأخبر عقلك إن رجلا من مزينة أو جهينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت به عليهم الحجة قال بل شيء قد قضي عليهم قال ففيم نعمل قال من كان الله خلقه لأحد المنزلين يهيئه لها وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) رواه أحمد < 4/438 > ومسلم < 2650 > من حديث عزرة بن ثابت به .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الحبيب ( العزامي ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

جزاك الله خيراً أخي الحبيب ( العزامي ) ، سؤال مهم : ( هب اننى حظرت على رأس إنسان عادى غير مصاب بسحر او غيرة ووضعت يدى على راسة وبدأت بقرائة الرقية واركز على نية تاديب هذا القرين او اضعافة هل ذلك ينجح ؟؟؟ ) 0

الجواب : اعلم - يا رعاك الله – بأن مسألة القرين غيبية بالنسبة للإنسان بالعموم ، ولم يثبت فيها إلا ما أثبته القرآن والسنة ، وإليكَ بعض الأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن القرين :

الحديث الأول : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه 0 فإن أبي فليقاتله 0 فإن معه القرين ) ( صحيح – مسلم – المسند الصحيح – 506 ) 0

الحديث الثاني : ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم ) ( صحيح – ابن تيمية – الرد على البكري – 462 ) 0

الحديث الثالث : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين ) ( صحيح – الألباني – صحيح ابن ماجة – 780 ) 0

الحديث الرابع : ( ما منكم من أحد، إلا و قد وكل به قرينه من الجن، و قرينه من الملائكة . قالوا : و إياك ؟ قال : و إياي، إلا إن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير ) ( صحيح – الألباني – صحيح الجامع – 5800 ) 0

ومن هنا يلاحظ أن ما ثبت في حق القرين تقريراً في النصوص النقلية الصريحة الصحيحة هو الآتي :

أولاً : الذي يقطع الصلاة يكون بفعل القرين 0

ثانياً : إن كل من البشر قد وكل به قرين يوسوس له بفعل الشر 0

ولقد ضربت أخي الحبيب ( العزامي ) مثلاً رائعاً ، فلو أننا جئنا بإنسان سليم وقرأنا عليه ليل نهار هل يتأثر من تلك الرقية ، الجواب : لا يتأثر ، فكيف إذن نقيس فعل القرين بفعل الجن ممن يتسلطون على الإنس ، وقد يقول قائل : ولكن ثبت لنا أن هناك علاقة مطردة ، عندئذ نقول : أين الدليل 0

والواجب على المسلم أن يقتدي في سلوكه وتصرفه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في تقرير المسائل الشرعية ، ولا يتخطى ذلك قيد أنملة ، وإلا فقد يكون ذلك مدعاة للضلال والشر والعياذ بالله ، والله تعالى أعلم 0

أما قولكَ أخي الحبيب – وفقكَ الله للخير فيما ذهبت إليه - : ( ولكن قد يكون غموض امرة ما يدفع اى باحث الى بعض التساؤلات ) 0

قلت وبالله التوفيق : وهل تعتقد أن أي بحث أو تقصي في هذا الموضوع الغيبي سوف يأتي بنتيجة ما ، اعلم – يا رعاك الله – أن من المفترض على الباحث والمحقق في مسائل الرقية الشرعية وعلومها التركيز على الأبحاث التي سوف يتوصل إلى نتائج قيمة من خلالها يستطيع أن يخدم بها الإسلام والمسلمين وأن يقدم الكثير في خدمة هذا العلم ، واله تعالى أعلم 0

أما سؤالك الثاني : ( هذا من ناحية من ناحية اخرى هل يوجد فرق بين القراة للرقية الشرعية على المصاب بمس او ما سواة فى حالة نومه او فى حاله يقضتة ؟؟؟ ) 0

فاعلم يا رعاك الله أن الأولى في القراءة على الحالات المرضية هو أثناء اليقضة لمتابعة الأعراض الخاصة بالحالة أكثر مما تكون وهي في حالة النوم ، وهذا لا يعني أن لا يقرأ على المريض أثناء نومه ، بل قد تظهر أعراض أثناء النوم وبخاصة إذا كان الإنسان مقترناً بمس شيطاني ، أو سحر ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة ، سائلاً المولى عز وجل أن يقينا من شياطين الإنس والجن إنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=1692

ـــــــــــــــــــــــــــــ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله -

[ س : ما الفرق بين الشيطان والجن ، وهل الشيطان يتناسل من ذكر وأنثى؟ وإذا كان أبوهم طرد من الجنة لأنه عصى ربه وتوعده الله بالنار ، فلماذا لا ينصح أبناءه لينجوا من النار؟ وهل الشيطان يتعامل مع الإنسان بأن يخدمه مقابل عصيان الإنسان لربه؟ وهل هناك جن مسلمون يخدمون المسلمين كخدمتهم لسيدنا سليمان عليه السلام؟ وإذا كان الشيطان أو الجن باستطاعته خدمة الإنسان فلماذا لا يساعد المسلمون من الجن المسلمين من الإنس في حربهم مع الكفار ونقل أسرارهم ، ونصرة الإسلام؟ ولماذا لا يساعد الكفار منهم الكفار من الإنس بأي شكل من الأشكال أرجو التوجيه حول هذه الأمور ، وإذا نويت عمل خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟ وإذا كان هذا كله يوجد فهل هناك دليل من القرآن والسنة؟ وهل حصلت أمثلة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوجد كتاب فيه مثل هذه المسائل دلوني عليه حتى أستطيع أن أنجو من شر الشياطين ، نجاني الله وإياكم من شرورهم .

ج : الشياطين من الجن ، وهم المتمردون منهم وأشرارهم كما أن شياطين الإنس هم متمردو الإنس وأشرارهم ، فالجن والإنس منهم شياطين وهم متمردوهم وأشرارهم من الكفرة والفسقة وفيهم المسلمون من الأخيار الطيبين كما في الإنس الأخيار الطيبون . قال تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ والشيطان هو أبو الجن عند جمع من أهل العلم ، وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم ، فطرده الله وأبعده . وقال آخرون من أهل العلم : إن الشيطان من طائفة من الملائكة يقال لهم الجن استكبر عن السجود فطرده الله وأبعده ، وصار قائدا لكل شر ، وكل خبيث ، وكل كافر وظالم ، وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر وله لمة في قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير والشر ، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام : ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن الجن قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين ، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه ، ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله ، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل ، وتشجيعه على الباطل ، وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان ، وعلى أن يحرص في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى والمسلمون يعينون إخوانهم من الجن على طاعة الله ورسوله كالإنس وقد يعينهم الإنس في بعض المسائل وإن لم يعلم بذلك الإنس ، فقد يعينونهم على طاعة الله ورسوله بالتعليم والتذكير مع الإنس ، وقد يحضر الجن دروس الإنس في المساجد وغيرها فيستفيدون من ذلك . وقد يسمع الإنس منهم بعض الشيء الذي ينفعهم ، وقد يوقظونهم للصلاة ، وقد ينبهونهم على أشياء تنفعهم وعن أشياء تضرهم . فكل هذا واقع وإن كانوا لا يتمثلون للناس . وقد يتمثل الجني لبعض الناس في دلالته على الخير أو في دلالته على الشر ، فقد يقع هذا ولكنه قليل ، والغالب أنهم لا يظهرون للإنسان وإن سمع صوتهم في بعض الأحيان يوقظونه للصلاة أو يخبرونه ببعض الأخبار . فالحاصل أن الجن من المؤمنين لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون ذلك ، ويحبون لهم كل خير . وهكذا المؤمنون من الإنس يحبون لإخوانهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير . وقد يحضرون الدروس ، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم فالمؤمنون من الجن يحضرون دروس الإنس ، في بعض الأحيان وفي بعض البلاد ، ويستفيدون من دروس الإنس ، كل هذا واقع ومعلوم . وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن وسألوه عن بعض . المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه ، كل هذا أمر معلوم والله المستعان ، وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه : وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ والآيتين بعدها وأنزل سبحانه في ذلك سورة مستقلة وهي سورة : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا السورة .
وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا الباب ، وابن القيم رحمه الله في كتبه قد ذكر كثيرا من هذا ، وفيه كتاب لبعض العلماء سماه المرجان في بيان أحكام الجان لمؤلفه الشبلي ، وهو كتاب مفيد وهناك كتب أخرى صنفت في هذا الباب ، وبإمكان الإنسان أن يلتمسها ويسأل عنها في المكتبات التجارية ، وبإمكانه أن يستفيد من كتب تفسير سورة الجن والآيات الأخرى من سورة الأحقاف وغيرها التي فيها أخبار الجن ، وبمراجعة التفاسير يستفيد الإنسان من ذلك ومما قاله المفسرون رحمهم الله في أخبار الجن أشرارهم وأخيارهم . ]

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله -

http://www.binbaz.org.sa/displayprin...4.htm&print=on

ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابن كثير 4\448 ( سورة القيامة ) قال تعالى ( لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال الحسن أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة وقال قتادة بل أقسم بهما جميعا هكذا حكاه ابن أبي حاتم وقد حكى ابن جرير عن الحسن والأعرج أنهما قرآ ( لأقسم بيوم القيامة ) وهذا يوجه قول الحسن لأنه أثبت القسم بيوم القيامة ونفى القسم بالنفس اللوامة والصحيح أنه أقسم بهما جميعا معا كما قاله قتادة رحمه الله وهو المروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير واختاره ابن جرير فأما يوم القيامة فمعروف وأما النفس اللوامة فقال قرة بن خالد عن الحسن البصري في هذه الآية أن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديث نفسي وأن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه وقال جويبر بلغنا عن الحسن أنه قال في قوله ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال ليس أحد من أهل السماوات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم عن إسرائيل عن سماك أنه سأل عكرمة عن قوله ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال يلوم على الخير والشر لو فعلت كذا وكذا ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن إسرائيل به وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير في قوله ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال تلوم على الخير والشر ثم رواه من وجه آخر عن سعيد أنه سأل ابن عباس عن ذلك فقال هي النفس اللئوم وقال علي بن أبي نجيح عن مجاهد تندم على ما فات وتلوم عليه وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس اللوامة المذمومة وقال قتادة ( اللوامة ) الفاجرة وقال ابن جرير وكل هذه الأقوال متقاربة المعنى والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ابن كثير 4\511 قال الله تعالى ( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ) أي ليس أحد أشد عذابا من تعذيب الله من عصاه ( ولا يوثق وثاقه أحد ) أي وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين فأما النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق فيقال لها ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك ) أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته ( راضية ) أي في نفسها ( مرضية ) أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها ( فادخلي في عبادي ) أي في جملتهم ( وادخلي جنتي ) وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة أيضا كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
بخصوص أسئلتك أخي الكريم حول بعض مواضيع السحر فإليك الإجابة :

السؤال الأول : هل ينتقل السحر من شخص الى اخر كم قال لى دالك الرجل ؟؟؟

الجواب : المعروف أن السحر لا ينتقل من شخص لآخر وهذا المعروف والمتعارف عليه عند أثبات المعالجين ، حيث أن السحر عزائم وطلاسم تعقد على اسم شخص معين واسم أمه ، ومن هنا لو أكل رجل من طعام قد أعد لآخر بقصد السحر ، فإن الأول لا يتأثر بأي حال من الأحوال ، إلا في حالة أن السحر مستخدم من السحر الذي يعتمد على المواد الكيماوية السامة ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : هل السحرمخلوق ؟؟؟

الجواب : نعم السحر مخلوق ، وكافة أعمال العباد مخلوقة مقدرة بتقدير الله الكوني لا الشرعي ، لأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالكفر والظلم ولكنه قدره تمحيصاً واختباراً للعباد ، ودليل إن السحر مخلوق قوله تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ) ( سورة الصافات - الآية 96 ) ، وقوله تعالى : ( قل أعوذ رب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد ) ( سورة الفلق ) ، والسحر هو عزائم وطلاسم من عمل الإنسان وهي مخلوقة وتؤثر في المسحور بقدر الله الكوني لا الشرعي كما ذكر آنفاً ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثالث : هل ادا تركت الفتاه يدهب السحر عني ؟؟؟

الجواب : هذا يعتمد على طبيعة السحر وأثره وتأثيره وأسلوبه ، فأحياناً تكون الإجابة بنعم ، وأحياناً تكون الإجابة بلا ، والمهم أن الإنسان المصاب بمثل هذا الداء لا يجوز له الاستسلام لهذه الفئة الباغية المعتدية ، والواجب عليه أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يعتمد ويتوكل عليه ، وعليه باتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء ، والله تعالى أعلم 0

هذا ما تيسر لي بخصوص تلك الأسئلة فما أصبت فمن الله وحده ، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0 وتقبل تحيات :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...C7%E1%D3%CD%D1

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أبو البراء 28-09-2005 09:20 AM

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0


الساعة الآن 08:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com